فجّر الحادث المروري المروّع الذي وقع بمحافظة البصرة، جنوبي العراق، أمس الثلاثاء، وأودى بحياة 6 أطفال وأصاب 14 آخرين، موجة غضب شعبية واسعة في البلاد، بسبب تعثّر مشاريع الطرق والجسور وإجراءات السلامة المتعلقة بمحيط المدارس والجامعات في عموم مدن البلاد.
وأعلنت محافظات البصرة والنجف وميسان وديالى، جنوب وشرقي البلاد، الحداد العام لثلاثة أيام حزناً على ضحايا الحادث الدامي في البصرة، وسط مطالبات برلمانية وشعبية بإقالة مدراء التربية والتعليم والمرور بمحافظة البصرة بتهمة التقصير.
وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي كشف بدوره عن أرقام صادمة لضحايا حوادث السير في البلاد، مؤكدا أن التحقيقات تشير إلى أن حادثة البصرة كانت نتيجة تصادم سيارتين في وقت خروج التلاميذ من المدرسة، مبينا أن أحد الجرحى الأطفال نتيجة الحادث بحالة حرجة.
وأوضح الوزير، في مقابلة على تلفزيون “العراقية” الحكومي، مساء أمس الثلاثاء، أن العراق شهد خلال العام الماضي مقتل 4161 شخصا نتيجة حوادث الطرق، إلى جانب آلاف الإصابات، وهناك عمل من وزارة الداخلية لتحديد السرعة ونصب الرادارات للحد من الحوادث.
وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبعثة الاتحاد الأوروبي في بغداد عن تعازيهما بالفاجعة، بينما دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق إلى وضع حلول عاجلة للطرق التي يسلكها طلاب المدارس والجامعات وحمايتهم من حوادث المرور.
الباحث والناشط العراقي علي الموسوي، اعتبر أن الأرقام التي قدّمها وزير الصحة لعدد الضحايا السنوي جراء حوادث السير “مرعبة”.
وأضاف الموسوي، متحدثاً لـ”العربي الجديد”، أن “العدد الذي قدّمه الوزير يعني أن لدينا 11 عراقياً يقتلون يومياً جراء حوادث السير، عدا عن الجرحى، وهذا العدد أكبر من عدد ضحايا الإرهاب وعمليات العنف المنظم خلال 5 سنوات”، وطالب الادعاء العام والقضاء باستدعاء المسؤولين عن مشاريع طرق وجسور العراق خلال الحكومات السابقة، ومساءلتهم عن المبالغ التي أنفقت دون وجود أي تغيير بواقع خدمات الطرق والبنى التحتية.