14 Apr
14Apr

في نيسان وبالتحديد الرابع منه عام 2004 اندلع نزاع عسكري مسلح استمر بشكل متقطع حتى شهر آب من العام نفسه بين التيار الصدري وجناحه العسكري "جيش المهدي" الذي يتزعمه مقتدى الصدر ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف الداعمة لها في مدينة النجف. 

في الثاني من آب 2004 طوقت قطعات من الجيش الأمريكي منزل الصدر في النجف وتبادلت اطلاق النار مع مقاتلي جيش المهدي في المكان ما أدى إلى مقتل واصابة أربعة مدنيين وثلاثة من مقاتلي جيش المهدي واثر ذلك التصعيد دارت مواجهات شرسة بين مقاتلي جيش المهدي وقوات المارينز الأمريكية التي حاولت اقتحام المدينة باستخدام الدبابات والطائرات المروحية. 

بعد هذه المعركة نشأت فكرة الاعتقاد عند أفراد من التيار الصدري، ان الصدر قتل فيها وإن الشخص الموجود حاليا هو الإمام المهدي المنتظر الذي حل في جسد الصدر بعد مقتله في المعركة مع الاميركيين عام 2004، الامر الذي تبرأ منه الصدر نفسه. 

وفي آيار من عام 2017 حذر ممثل المرجعية الدينية في كربلاء أحمد الصافي، من الانجرار وراء دعاوى وصفها بأنها "باطلة ومزيفة" تنسب نفسها لـ"الإمام المهدي"، وشدد على أن الأمة التي ينتشر فيها الجهل "لا تفلح"، فيما دعا الناس البسطاء والشباب الى التعلم وأخذ الامور من مصادرها وليس من "الدجالين". 

وفي منتصف عام 2017 أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، براءته ممن يطلقون على أنفسهم تسمية "أصحاب القضية"، فيما توعد بـ"معاقبتهم عقابا شديدا". 

الصدر قال في حينها، في رد على سؤال لمجموعة من أتباعه من محافظة ميسان بشأن "أصحاب القضية الذين يتحدثون عن سيرة الإمام المهدي (ع) بسوء"، "اللهم اشهد اني بريء منهم وكل من يحمل افكارهم الشاذة والوقحة، بل هي افكار هدامة، فأني بريء من (أصحاب القضية) كما يسمونهم بل هم اصحاب فكر ضال مضل والعياذ ب‍الله، مؤكدا "وجوب مقاطعتهم فورا"، متوعدا بـ"معاقبتهم عقابا شديدا اذا لم يرعووا كونهم يسيؤون لنا آل الصدر". 

في عام 2007 أجاب مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني على سؤال يتعلق بمن يدّعون السفارة عن الامام المهدي، بل يدّعي البعض انه الإمام المنتظر. 

وتساءل مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي في استفساره المقدم للمرجع الأعلى في الثاني عشر من شهر صفر لعام 1428 هجرية (شباط 2007)، عن أن هؤلاء لم يلقوا رادعاً قوياً وبياناً واضحاً من مصادر الفتيا والعلم، وقد استغلوا انعدام المعايير الصحيحة لدى عامة الناس، نتيجة الجهل، والتجهيل المتعمد من قبل الظالمين، والفقر، وانفلات الوضع الأمني، الذي ابتليت به أمّة المسلمين عموماً وفي العراق بالخصوص. 

وكان جواب المرجع السيد السيستاني بأن من "أهم الواجبات على المؤمنين في عصر غيبة الإمام هو أن يتعاملوا بتثبت وحذر شديد فيما يتعلق به عليه السلام وبظهوره وسبل الارتباط به، فان ذلك من اصعب مواطن الابتلاء ومواضع الفتن في طول عصر الغيبة". 

الحديث لازال للمرجع الأعلى: "فكم من صاحب هوى مبتدع تلبس بلباس أهل العلم والدين ونسب نفسه إليه عليه السلام، مستغلاً طيبة نفوس الناس وحسن ظنهم بأهل العلم وشدة تعلقهم بأهل بيت الهدى عليهم السلام وانتظارهم لأمرهم، فاستمال بذلك فريقاً من الناس وصلة به إلى بعض الغايات الباطلة، ثم انكشف زيف دعواه وقد هلك وأهلك الكثيرين، وكم من إنسان استرسل في الاعتماد على مثل هذه الدعاوى الباطلة والرايات الضالة، بلا تثبت وحذر، فظن نفسه من المتعلمين على سبيل نجاة ولكنه كان في واقعه من الهمج الرعاع، قد تعثر بعد الاستقامة وخرج عن الحق بعد الهداية، حتى أتخذ إليه (عليه السلام) طريقاً موهوماً، بل ربما استدرج للإيمان بإمامة غيره من الادعياء، فأندرج في الحديث الشريف (من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية)". 

وطبقا لجواب مكتب المرجع الذي يقول بالنص" استغرب سرعة تصديق الناس لهم والإنسياق ورائهم مع ما أمروا به من الوقوف عند الشبهات والتجنّب عن الاسترسال في أمور الدين فان سرعة الاسترسال عثرة لا تقال". 

ومن بيانات الصدر المتوالية وموقف المرجع الأعلى يتضح إن جماعة "أهل القضية" برزت بشكل علني بعد العام 2003 بالتحديد ولم يكن لها وجود أو أثر قبل هذا التأريخ، أي إنها جماعة انطلقت في فكرتها بعد معركة النجف بين القوات الأميركية وأنصار التيار الصدري في عام 2004 والذين كان يطلق عليهم تسمية "جيش المهدي" وقد أمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتجميدهم فيما بعد. 

ووفقا للباحث العراقي أحمد الكاتب فأن، جماعة اصحاب القضية هم فئة مندسة في التيار الصدري أي انهم مجموعة غير محددة وقد اعلن الصدر البراءة منهم لأكثر من مرة وغالبا ما تكون البراءة منهم في شهر رمضان. 

ويرى الكاتب، ان" جماعة اصحاب القضية كانوا موجودين قبل عام 2003 في زمن حياة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر إلا أنهم كانوا يعملون ويعتقدون برأيهم بصورة مخفية، الا انهم ظهروا علنا في عام 2004 أيام المعركة النجفية التي قادها الصدر ضد الإحتلال، وقد دسوا انفسهم في التيار الصدري بشكل كبير وأصبحوا يعتقدون ويؤمنون ان الصدر هو الإمام المهدي كما كان الغلاة في عهد أهل البيت. 

حيدر محمد جبر العبودي من سكنة محافظة ميسان هو من يقود جماعة "أهل القضية" حسب ما ظهر في لقطات فيديوية وبيانات أصدرها العبودي في مناسبات مختلفة، حتى بعد أن اعلن الصدر البراءة منه ومن اصحابه. 

كتب العبودي في بيان له في عام 2019: أني المدعو حيدر محمد جبر العبودي من سكنة محافظة ميسان، أقر واعترف بعقيدتي القائلة بإمامة الصدر المصلح بل بعصمة جميع آل الصدر الكرام الأعلام عليهم السلام، وكذلك أؤكد أنني أول من قال بهذا المعتقد، ولن أجبر أي شخص على الإعتقاد بهذا المعتقد، فالناس أحرار بما يعتقدون، وأن هذه العقيدة لم أعتقد بأحقيتها من باب العاطفة لا وألف لا بل هي صدارة عن طريق الدليل العلمي، المأخوذ من فكر آل الصدر الكرام الأعلام، وأن هذه العقيدة راسخة في أعماقي كرسوخ الجبال الرواسي، بل لو زالت الجبال الأرض لم زالت هذه العقيدة في داخلي، والله على ما أقول شاهد ورقيب، علما أني لست من أفراد التيار الصدري بحسب بيان وزير الصدر المصلح عليه السلام، والصادر بتاريخ 21 /5/ 2019". 

وفي الثالث عشر من نيسان الجاري أعلن زعيم التيار الصدري عبر حساب وزيره مصلح محمد العراقي الغاء الاعتكاف في مسجد الكوفة بسبب تصرفات الفاسدين ممن يسمون أنفسهم أصحاب القضية. حسب ما كتب العراقي في تدوينة نشرها عبر حسابه في منصة الفيس بوك. 

وفجر الرابع عشر من نيسان نشر الصدر تغريدة على منصة تويتر قبل أن يغلق حسابه، أعلن فيها تجميد التيار أجمع ما عدا صلاة الجمعة وهيئة التراث و(براني الشهيد) لمدة لا تقل عن سنة".

وقال في تغريدة على تويتر: " أن أكون مصلحا للعراق، ولا أستطيع أن أصلح (التيار الصدري)، فهذه خطيئة"، حيث أشار إلى ما وصفه بـ "أمر جلل" يتعلق استمراره في قيادة التيار الصدري "وفيه (أهل القضية)، وبعض من (الفاسدين) وفيه بعض الموبقات، معلنا "براءة من كل ذلك أمام ربي أولا وأمام والدي ثانيا". 

كما أعلن إغلاق "مرقد السيد الوالد (قدس) إلى ما بعد عيد الفطر". على أن "تنفذ هذه القرارات من هذه الليلة المباركة فورا"، وفق التغريدة، كما أعلن الصدر في تغريدة ثانية أن "الحساب مغلق حتى إشعار آخر"، في إشارة إلى إغلاقه حسابة على منصة تويتر".  

المصدر : بغداد اليوم

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن