الخوف والخطف كانا يخيمان على افراد عائلتي بعد ان قررت السفر مع وفدا متوجها الى العراق يضم 45 شخصية دينية واكاديمية من باكستان . وخيم الخوف في تلك الليلة الحزينة على اولادي وبناتي على الرغم من ان اخوتي نصحوني بعدم الذهاب لكي لا اتعرض الى الموت من شيعي او ارهبي . واضاف فضل الرحمن محمد القادري متخصص في العلوم الاسلامية 39 سنة " كنت اسمع من بعض علماء الدين ان العراق تسكنه طائفة شيعية كافرة لا تؤمن بالله انما يعبدون الاصنام لهذا اصبحت حاقد وناقما على الشيعة وبعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي قررت الحوار مع عدد من الشيعة لمعرفة حقيقة ديانتهم ومواقفهم من اصحاب الرسول " ص" تبين لي عند اذ ان اخواننا الشيعة لا نختلف معهم الا في عدد من الوسائل الفرعية "
كان الاعلام ينشر ويصور ان العراق يعيش في مجاعة وخراب وانفلاتا امنيا كبيرا اضافة الى انتشار المئات من المتسولين في الطرقات والاسواق اذ كانت ملامح الخوف والحذر بانت على وجهي في اول يوم من زيارتي الى العراق . واضاف القادري وبانت على ملامح وجه الابتسامة " الحمد الله عند نزولي من الطائرة اخذت تتلاشى كل الافكار والمشاهد التي خزتنها في ذاكرتي قبل السفراذ وجدت شعبا طيبا متسامحا كريما يمتلك بنى تحتية لا باس بها اضافة لم اشاهد الا عدد قليل من المتسولين عكس ما نشاهده من مئات المتسولين في باكستان يفترشون الطرقات ويتخذون التسول مهنة من اجل قوتهم اليومي "
في مساجد العراق السني يصلي في مسجد الشيعة وكذلك الشيعي يصلي في مساجد السنة ادهشني هذا الموقف كثيرا ولم اشاهد مثل هكذا تسامح وعيش مشترك بين الاديان والطوائف الا في العراق . واضاف توفير كهرل " نظرا لذلك اتمنى من الدول الاسلامية وغير الاسلامية ان تتخذ من مواقف رجال الدين في العراق نموذجا للتعايش السلمي وقبول الاخر "
واوضح " وجدت عراقا امنا وشعبا طيبا يعيش حياة كريمة عكس ما نشاهده ونسمعه من الاعلام الذي شوه سمعت العراق وجعل العالم ينظر للشعب العراقي شعبا جائعا محروما طائفيا لكن وجدت كما قال الامام علي "ع" الناس اعداء ما جهلوا "
وشكرا كهرل " نشكر مؤسسة الامام الحسين "ع" للحوار وبناء السلام التابعة للعتبة الحسينية المقدسة برئاسة سماحة السيد احسان صالح الحكيم مدير المؤسسة لما قدموا للوفد من سكن وطعام ونقل وجميع ما نحتاج من الامور الاخرى "
فيما قال الشيخ ساجد رضا خان رئيس الوفد الباكستاني " الوفد ضم 40 عالما وباحثا من دولة باكستان زرنا العتبات المقدسة في النجف ، كربلاء ، الكاظمية ، سامراء ، اضافة الى لقاءات مع شخصيات دينية شيعية وسنية "
مضيفا " سعداء جدا بهذه الزيارة وقد تلقينا الكثير من الطلبات لزيارة العراق من جميع شرائح المجتمع الباكستاني وهذا شيء مفرح جدا ان نشاهد العراق موحدا خاليا من الارهاب "
مبينا " لم اشعر ان هناك فرقا او اختلافا بين جميع الطوائف الدينية العراقية وكانت زيارتنا لشخصيات شيعية وسنية وقد بانت عليهم اللهفة والمحبة والترحيب "
وتستقبل مؤسسة الامام الحسين "ع" للحوار وبناء السلام التابعة للعتبة الحسينية المقدسة التي اسسها المرحوم سماحة السيد صالح الحكيم حسب برنامجها السنوي في كل شهرا وفدا من خارج العراق لزيارة الاماكن المقدسة من جميع الطوائف في العراق اضافة الى تقديم كل مستلزمات الوفود من السكن والنقل والطعام وتنسيق الزيارات للشخصيات الدينية والاكاديمية .
السيد احسان صالح الحكيم مدير مؤسسك الامان الحسين ع للحوار وبناء السلام