المواطن - النجف الاشرف
القى البروفيسور عادل شريف الحسيني، الاحد 9 نيسان 2023، محاضرة على طلبة الماجستير والدكتوراه في قسمي القانون والعلوم السياسية، بمعهد العلمين للدراسات العليا، تحدث فيها عن مشكلة الجفاف والتصحر وشحة المياه في العراق، حضرها عميد معهد العلمين للدراسات الاستاذ الدكتور زيد عدنان العكيلي، ورئيس قسم القانون الاستاذ الدكتور صعب ناجي عبود، وادارها رئيس قسم العلوم السياسية الاستاذ الدكتور محمد ياس خضير، وقال الدكتور الحسيني المختص في شؤون المياه والطاقة المتجددة، في محاضرته ان مشكلة المياه في العراق ذات ثلاثة أبعاد، الاول يتمثل في التغيرات المناخية و قلة الأمطار و الجفاف في دول العالم وفي مقدمتها العراق، والثاني ان اغلب مياه العراق تأتي من دول الجوار، حيث تاتي 70% من مياه العراق من تركيا وايران وسوريا، 80% منها تاتي من تركيا، والثالث سوء التخطيط والإدارة في بناء المؤسسات والمشاريع المائية في العراق، متحدثا عن اقامة تركيا 22 سدا على نهري دجلة والفرات، 14 منها على الفرات و8 على دجلة، وان ايران اقامت 15 سدا على نهر الكارون، الى جانب ثلاثة سدود في سوريا، ما ادى الى انخفاض المياه الواردة الى العراق الى اقل من 50%، ما تسبب في انخفاض كفاءة الإرواء دون 50% وانخفاض الانتاجية الزراعية الى 50% في العراق. واصفا جريمة التجفيف التي نفذها النظام السابق في الاهوار بانها كارثة بيئية و اجتماعية و ثقافية، مؤكدا ان منطقة الجنوب مازالت تعاني كثيرا من تأثير تلك العملية الكارثية، رغم المحاولات التي تبذل لرفد الاهوار بالمياه. كما ان هذه الجريمة تركت تأثيرا سيء على مناخ العراق و زادت من التصحر. وقدم المحاضر مجموعة مقترحات وتوصيات، تضمنت على المستوى الخارجي: تفعيل القوانين والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، وتطبيق مذكرات التفاهم الثنائية والثلاثية، وربط المياه مع الملف التجاري في التعامل مع دول المنبع للوصول الى اتفاقات نهائية يتم فيها معالجة ملف المياه. اما على المستوى الداخلي، فدعى الخبير الحسيني الى اقرار قانون المجلس الوطني للمياه، ووضع المياه في نفس مرتبة النفط وباقي الثروات الطبيعية العامة لكل الشعب العراقي، وتعديل قانون وزارة الموارد المائية ليكون اسم الوزارة (وزارة المياه والبيئة والغابات)، واقرار قانون صندوق المياه كصندوق سيادي، وتطبيق معادلات معالجة التصحر وتحسين البيئة، من خلال زراعة مليارات الاشجار دائمة الخضرة التي تساهم كذلك في رفد غذاء الثروات الحيوانية والسمكية، وتعزز كميات الاسمدة العضوية الامنة في غذاء النباتات والاشجار المثمرة، والاهتمام بتطوير و إدارة منظومات الري و البزل مع استخدام التكنولوجيا الحديثة، والاستفادة من المياه المالحة ومنها مياه البزل، مع التأكيد على الاستفادة القصوى من عنصر الزمن لانه يشكل هذا العنصر تحدي كبير للعراق المنهك و في كافة المجالات، مع وضع معالجات سريعة بتوفير منظومات تحليه في المحافظات التي تعاني من الملوحة. المحاضرة بدأت بكلمة للامين العام لمشروع ظمأ العراق، الدكتور مهدي احمد، وختمت بإجابة الباحث على اسئلة الطلبة والحضور. ثم قام الدكتور عادل شريف الحسيني بجولة في اقسام المعهد ومكتبته الكبيرة. معربا عن سعادته لهذا الصرح العلمي الكبير ومكتبته الضخمة.