23 Jul
23Jul

كتب : زاهد البياتي 

ما زلنا نتصفح الكتب المهداة الى الشيخ محمد رضا الشبيبي في مكتبته المهداة الى مكتبة العلمين العامة .


لمسنا حالة من التواضع الجم عند المهدي ( بضم الميم ) حسين علي محفوظ الذي تتجلى فيه اخلاق العلماء والفضلاء حين اهدي كتابا يتقصد ان يكتب اسمه مجردا من الالف والدال والالقاب الاخرى ، مقابل كلمات التبجيل والتعظيم التي يصف فيها (المهدى اليه )الشيخ محمد رضا الشبيبي ب"علامة العراق "، في حالتين من الاهداء : الاولى في عام ١٩٥١ حين أهداه كتاب (محاسن اصفهان ) جاء فيها : (اهدي هذا الكتاب الى ذي المعالي والرياسة والفضل علامة العراق الشيخ محمد رضا الشبيبي دام علاه.


حسين علي محفوظ - ١٩٥١/١١/٦)


وفي الحالة الثانية حين اهداه كتاب " ابن الكوفي " في عام ١٩٦٤وهو بحث مستل من مجلة كلية الاداب بجامعة بغداد - العدد الثالث - كانون الثاني - ١٩٦١ - جاء فيها :


( هدية الى مولانا علامة العراق ذي المعالي والرياسة والفضل الشيخ محمد رضا الشبيبي دام علاه.المؤلف - ١٩٦٤/٥/٢١) 

هنا اكتفى محفوظ بعنوان "المؤلف " وتوقيعه .. ما هذا التواضع الجم ؟ لا عجب ، ولكنها هكذا هي اخلاق العلماء والفضلاء .. 

دعونا لنتصفح سيرة هذا العالم الجليل الذي بصم اسمه مجردا من اية اوصاف او القاب لنكتشف كم هو كبير وكم هو متواضع ليس امام هيبة ومكانة الشيخ محمد رضا الشبيبي فحسب وانما كان كذلك مع اصدقائه وتلامذته ومريديه ،تشتد عاطفته حينما كان يسمع خبرًا او يرى فقيرا ، وتغرورق عيونه بالدموع عندما يتذكر مخطوطاته التي صادرها النظام السابق من بيته ويبكي عندما يسمع بكاء طفل .رافقته مرة الى تكية المرحوم عبود الجواهري في منطقة الكاظمية المقدسة ، وعندما وقف قرب المهد (مهد رمزي لعبدالله الرضيع بن الحسين عليهما السلام ) لم يتمالك نفسه فاجهش بالبكاء لدقائق وهو يردد ايات قرآنية وادعية مع نفسه .


القابه كانت تسبقه في حياته وما زالت تلازم اسمه بعد رحيله :  علامة العراق - شيخ بغداد - استاذ الاجيال - الموسوعة المتحركة - استاذ المستشرقين- أستاذ اللغة العربية بجامعة لينينغراد - مؤسس قسم الدراسات الشرقية والقسم التركي في جامعة بغداد-عضومجمع اللغة العربية في القاهرة - عضو مجمع اللغة العربية في دمشق - وعضو المجمع العلمي الهندي - عضو الجمعية الآسيوية الملكية في لندن - تجاوزت اعماله المنشورة بين كتاب ورسالة ودراسة وبحث اكثر من 1500 أثر  ، مؤلفا موسوعيا ومؤرخا وجغرافيا ولغويا وفقيها وأديبا وشاعرا، ومحاضرا  وهو احد اعمدة المجالس الثقافية البغدادية ويعد أحد مراجع علم الأنساب والتراث العربي الاسلامي ومن كبار المتخصصين في حفظ الوثائق والمخطوطات ، كتب في التاريخ والأدب واللغة والفلك والتراث الشعبي والموسيقى والعروض وعلم الحديث والأصول والتجويد وعلوم القرآن والفلسفة والرياضيات.

وكانت له بصمة قيمة في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامي الملتقى السادس عشر للفكر الإسلامي في مدينة تلمسان الجزائرية عام (1982) أكد فيه أن نسبة الاختلاف بين المذاهب الإسلامية لا تزيد عن (6%) بينما التوافق يرقى إلى (94%)".هكذا هي صفة التواضع عند محفوظ وعند العلماء الفضلاء ..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن