من ارشيف مكتبة معهد العلمين للدراسات العليا وثقافة الإهداء -5-الوطن أغلى من التحزب – ميخائيل عواد (1912- 1966)
___________
كتب : زاهد البياتي
استهوتنا السياحة في عالم (ثقافة الإهداء) باحثين متفحصين عن الكتب المهداة الى الشيخ محمد رضا الشبيبي فوقع في أيدينا كتاب (نصوص ضائعة من كتاب الوزراء والكتاب) لمحمد عبدوس الجهشياري " المتوفي سنة 331 هجرية – جمعها من مصادر مخطوطة ومطبوعة وعلق عليها – ميخائيل عواد – الصادر عن دار الكتاب اللبناني – بيروت – نص الاهداء :
(( تقدمة متواضعة الى العلامة الجليل الإستاذ محمد رضا الشبيبي حفظه الله مع احترامات المخلص ميخائيل عواد – بغداد 20/5/1965 )). حينما نبحث عن السيرة الشخصية للراحل ميخائيل حنا عواد في الموسوعات يرد اسمه بوصفه معلما وكاتبا ومؤرخا وباحثا ومفهرسا، ولد في الموصل عام 1912م وبها تلقى علومه الأولية ثم واصل دراسته في بغداد، متأثرا بوالده حنا عواد " صانع آلة العود الموسيقية " مثلما تأثر بالأب أنستاس الكرملي الذي كان له الفضل في اقتحام ميخائيل لعالم القواميس ومعرفة اسرار قراءة المخطوطات وصياغة القرائن.
لكنه تأثر بشكل اكبر واوسع بشقيقه الأكبر كوركيس عواد الذي عرَّفه بأصول البحث وعلمه قواعد الفهرَسَة الحديثة والأرشَفة ، ومن أطرف المصادفات التاريخية الجميلة أنَّ الطبيعة جعلت الشقيقين يتشابهان في الصوت والهيئة والشكل والمشي والحركة والخط والرسم ، وانهما تزوجا في يوم واحد وفي مدينة واحدة "الموصل" وإسما زوجتيهما واحد، وكانا ينامان في ساعة واحدة ويبكِّران كذلك، وبقيا طوال حياتيهما شقيقين وصديقين في آنٍ معاً، وكانا ينسجمان في كثير من الآراء ولم يختلفا في أمرٍ بعينه ولم يحصل بينهما فتور أو نُفور، وقد تيَّسر لهما أن يعملا معا على تأليف ستة كتب، ويكتبا عشرين مقالة بالاشتراك.
أما في السياسة فقد رفعا شعاراً واحداً: (الوطن أعلى من التحزُّب) فنجا كل منهما من حبائل السياسة..!
حسب الراحل حميد المطبعي الذي أشار أيضا في مقالة له نشرت في ملاحق المدى الى :
(وفي يوم أرسل عليه ساطع الحصري يسأله (من أي المسيحيين أنت؟)
لغرض أن يعيِّنه في مصلحة الآثار العراقية باحثاً آثارياً قال :"أنا عراقي.." فلم يُفد الحصري بشيء وتركه وشأنه، إنما كان شأن ميخائيل دائماً أن يضُخ إجتهادُه لوطنه ويؤرِّخ لحقيقةٍ من حقائقه التراثية والحضارية بعيداً عن الطوائفيَّة التي طالما دغدغت عواطف الحصري وأضرابه، وكان شعاره الذي سُمع في أروقة المجمع العلمي (العلم النزيه يعلو دائما على الارضيات) حتى نال عضوية المجمع العلمي العراقي بجدارة عام 1979.
توفي ميخائيل عواد عام 1996 تاركا ورائه تراثاً كبيراً، شملت كتاباته وبحوثه مختلف أوجه الحضارة، منها 14 كتاباً، ونحو 170 دراسة في التراث الإسلامي، بالإضافة الى ثمانية نصوص محققة، منها كتاب - نصوص ضائعة من كتاب الوزراء والكتاب – ( موضوع البحث ).