20 Feb
20Feb

’ هل يليق بالمرأة أن يقترن أسمها بمصطلح المخدرات ؟ 

إن النساء ينبغي أن لا يقعن في شرك ودرك التعاطي – أتمنى أن يصبح هذا شعار للحكومة والمنظمات المحلية والمصلحين الاجتماعيين والتربويين والآباء والنساء أنفسهن .. 

ولكنها في نفس الوقت فرد في المجتمع يصيبه ما يصيب الرجل من ويلات وصعوبات ويمكن أن تستهدف وتستغل تحت أي ظرف وإن 7% من نسبة المتعاطين في العراق ضئيلة جدا.. قد يقول أحدهم 

أما أنا فأقول وربما يؤيدني الكثير من العقلاء , إنه رقم يخيف وعن نفسي أرعبني وأحزنني لأني تخيلت وضع المرأة وهي تتعاطى وتدمن وتعاني وتنهار، أراه أمراً جللاً في مجتمع متحفظ كمجتمعنا – حتى وإن كانت الآصابة لإمرأة واحدة فقط – فلندخل في تفاصيل تعاطي النساء للمخدرات ( الأسباب والنتائج )  

الآسباب العامة لتعاطي المخدرات تعود لثلاث مستويات : الأول / وصول الفرد الى وضع نفسي صعب جدًا ومرحلة من اليأس فيشعر أنه بحاجة الى الغياب عن واقعه ولو مؤقتًا ( وكلنا يؤشر الضغوط الاقتصادية بسبب البطالة وما لها من تأثير ) والمستوى الثاني / يكون الفرد على درجة من الترف فيرنو الى الاستمتاع والغوص في مشاعر وهمية تؤدي به فيما بعد الى الإدمان( وكلنا يؤشر الضياع الذي يعيشه الكثير من أبناء المترفين وحديثي النعمة – السراق والفاسدين) .. أما المستوى الثالث – الشاذ جدًا والمخيف جدًا – فذلك الذي يتضمن جريمة تنبثق من جريمة حيث تقوم جماعات تخريبية هدفها تقويض البنية الاجتماعية أو بهدف توسيع سوق المخدرات بدس تلك السموم للطلبة وللأبرياء في المقاهي وغيرها مما يدق ناقوس الخطر علينا جميعاً وعلى ابنائنا ، إن المرأة ليست ببعيدة عن تلك المستويات ولكن ما أرجحه أنها تكون دائمًا فريسة مغرراً بها من قبل آخرين معظمهم من الرجال ، وبصراحة فإني أرجح بأن المرأة الواعية ومن بيوتات عراقية ملتزمة أخلاقيًا ودينياً لن تقع بهكذا وقيعة ولذلك فإن النسبة ضئيلة جداً لأنها تحاكي بؤراً اجتماعية معينة كالعاملات في المقاهي والملاهي الليلية وبائعات الهوى 

والمتسولات ،وشاهدي في ذلك أكثر من حالة راقبت وضعها الانساني تتعلق بفتيات مدمنات الى درجة اللاعودة حيث تم رمي أحدهن في أحد مستشفيات العراق من قبل شخص كان يستغلها ويتربح عليها في أحدى الملاهي ، فتركها تصارع الموت متنكراً لها مما وضع الكوادر الصحية في حيرة وأمام مسؤولية انسانية وأخرى إدارية . 

رغم أني إمرأة ولكني لا أعذر ولا أدعو الى مسامحة المرأة التي تشوه صورة النساء تحت اي ذريعة سواء كانت بغيا أو متسولة أو سمسارة أو … متعاطية للسموم ،الا اذا كانت طفلة ضحية لتفكك وعنف أسريين أودى بها الى الشارع ووحوشه .. 

إن المرأة إن أدمنت ستكون الخسارة مضاعفة لأنها ستساوم على شرفها مقابل جرعة واحدة من المخدر أي كان نوعه فتهدره مقابل ذلك ، وستخسر مستقبلها كأنثى وأم وستجرح سمعة ذويها وعائلتها ، كما أنها وبضعف بنيتها لن تتمكن من المقاومة كثيراً فقد تخسر حياتها ونخسرها جميعا كطاقة منتجة انسانياً واجتماعيا ًً 

تدلي لهذا البلد بالكثير من معاني الحب والسلام . 

لهذا لا بد من المجابهة الشرسة من قبل صانعي الحياة في مجتمعنا لننقذ المرأة والرجل من التعرض لمسببات الأحتياج الى تناول سموم تضيع العقل والشعور وتزلزل البدن وتؤدي الى الكفن ، مع التركيز على طلاب المدارس والجامعات ، فأقترح اضفاء صفة الإلزام على فحص الدم والتأكد من خلوه من السموم بعد كل مرحلة دراسية وقبل عقد أي زواج من قبل المحاكم الشرعية ، وأقترح تكثيف حملات التوعية والتحذير للآباء في مراقبة أبنائهم وبناتهم وكذلك بالنسبة الى ادارات المدارس والكليات التي تقع عليها مسؤولية وطنية في مراقبة أوضاع الطلاب واستهدافهم في حملات توعية مستمرة ، وأخيراً ليتك يا وزارة الصحة تبعثي في انفسنا شيئا من الطمأنينة وبشئ من الشفافية نحتاج أن نعلم أخبار مراكز وبرامج العلاج والتأهيل للمدمنين هل مجهزة بالخبرات والأدوات أم لا زالت تراوح في مكانها كما عهدتها منذ سنوات ، ويا ليتني يطرق سمعي يومًا ما خبر لوزارة الداخلية وللأمن القومي بأن عصابات التهريب والترويج في العراق أصبحت أثراً بعد عين .. 

وليس أمامي الا التنبيه والتحذير لإنه واجبنا كحقوقيات أن نشخص الظواهر المجتمعية الخطرة وطلب النجدة أمام أزمة تدب بصمت وعلى غفلة منا ..بين بناتنا ونسائنا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن