أقامت الفنانة التشكيلية نسرين الملا معرضاً فنياً على قاعة المعهد الفرنسي في بغداد بعنوان (نساء الشواكة)، حاكت من خلاله الحياة الاجتماعية للمرأة العراقية في منطقة الشواكة وشواطئ دجلة وسط بغداد.
وقالت الملا لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "تجربتي جاءت من منطقتي القديمة الشواكة، لذلك اخترت مفردة النساء لأنني تأثرت بهنَّ كثيراً، بجلساتهنَّ البسيطة وهنَّ يتقاسمن الحديث والتدبر والمساعدة في ما بينهن".
وأضافت: "بين أزقة هذه المنطقة القديمة ألف حكاية، بطلاتها النساء اللاتي اتعبهنَّ الزمن بسبب الظروف التي تعايشنَّ معها، فتكبدنَّ مآسي الحياة بصبرهنَّ وشموخهنَّ، فأخذ الزمن يتعب الجسد والوجه، لكنني كنت أرى العطاء فيهن َّيحول حتى قسمات وجوهنَّ ليكون جمالاً أخاذاً، وهذا قمة الجمال عندي، فحاولت اختزال شكل المرأة بطريقة هندسية".
وتابعت الملا أن "المعرض كان فرصة حقيقية للبوح بأسرار هذه المحلة القديمة، وما تحمله بيوتاتها ونساؤها من ذكريات جميلة، وكان لدجلة دور في تكوينها"، مشيرة إلى أن "هذه المحلة لا يمكن أن تسعها 34 لوحة التي تضمنها المعرض، لكنني حاولت هنا أن أجد أكبر قدر من الأفكار التي تتعلق بنساء عشنَّ بين أزقة تمنح جدرانها القديمة الترابط الأسري، وطيبة الجيرة العراقية الأصيلة".
وذكرت: "اختياري لأحجام العمل كان يفرضه (السكيج) عندما أرسمه بأن يأخذ شكلاً طولياً أو مربعاً أو مستطيلاً، وحسب الأفكار التي استوحيها منه، وفي كل المرات أرى وجوههنَّ متعبة فأغرق في تجاعيد وجوههنَّ وفي ما قدمنَّ من عطاء، فحاولت أن أعطي لهنَّ وجهاً جميلاً كما هنَّ، وجسداً رشيقاً يمثل أنوثتهنَّ التي تتلاشى بمرور الزمن، جميلات لأنهن فعلاً هكذا".