13 Dec
13Dec


جعفر الونان


سقط نظام بشار الأسد بسرعة لم تتوقعها حتى المنجمة ليلى عبد اللطيف، بعد أيام قلائل جدًا من إيقاف إطلاق النار بين لبنان والكيان.
سجلت المجاميع المسلحة في سوريا خطوة متقدمة في الإطاحة التقليدية للأنظمة السياسية الأحادية والدكتاتورية، والانتقال “السلس” للسلطة من دون دم في القصور، واجتثاث معلن لأعوان نظام بشار الأسد.
سوريا ليست بلدًا عاديًا، بل هي ساحة تبادل الصراع بين قطبين: إيران وروسيا والصين من جهة، وبين أمريكا وحلفائها وأذرعها من جهة أخرى. وكلا القطبين استغل ضعف النظام الحاكم وابتعاده عن الناس وعيشه في وهم الابتعاد عن المجتمع.
تقاسمت تركيا وإسرائيل النفوذ في سوريا، وحولت مشروع الجولاني من مشروع يشبه داعش إلى مشروع سياسي “لطيف” هدفه الأول والأخير “أردغنة سوريا” والسكوت عن التطبيع مع إسرائيل.
بمجيء محمد الجولاني -الإخواني المتطرف الذي يلبس ثوبًا ناعمًا وليبراليًا- إلى السلطة، كسب أردوغان الكأس المُعلى في سوريا، ومن دون شك أن سوريا ستكون الحديقة الخلفية لتركيا أو ستكون محافظة كردية تنطقُ بالعربية!
عرفت تركيا كيف تكسب السوريين وتخاطبهم، بعد سنوات من “سلطة القبضة”، فتحدثت عن الحرية في السياسة والمرونة في الاقتصاد.
سوريا الجديدة تجربة إخوانية تركية أردوغانية يُراد لها النجاح بعد فشل الإخوان فكرًا وإدارة في تسلم إدارة الحكم في مصر!
المهم في كل ما يجري في سوريا أن الشرق الأوسط الجديد يمشي مسرعًا نحو “جغرافية النفوذ”، فمن يفرض ظله على سوريا سيتجه إلى العراق بكل سهولة!
أردوغان منذ سنوات طويلة تؤرقه ثلاث حقائب مصيرية في العراق: [PKK-مشروع الدولة الكردية في العراق - المشروع التركماني في كركوك وتلعفر].واضيف لها حقيبة جديدة هي زعامة السنة في الشرق الاوسط ويبدأ من سوريا والعراق ولديه اذرع سياسية عراقية تعلن الولاء والطاعة وانحناء الرأس في الليل والنهار وفي الضوء والظلام!

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن