١٩ / ١٠ / ٢٠٢٣
فارس الطالب ✍️
إن الجولة الدبلوماسية التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية في المنطقة . قد وضعته وجها لوجه أمام قسوة حقيقة تراجع النفوذ السياسي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط .
فعاد منها إلى تل أبيب أقل أنحيازا لإسرائيل عما كان عليه عندما غادرها ليبدأ جولته في عمان . وقد ظهر أثر هذه الحقيقة بوضوح في تصريحات الرئيس الأمريكي يوم الأحد الماضي . ما أعتبره المراقبون تغيرا في ( الخطاب الأمريكي ) وإن كان لا يرقى إلى تغيير في ( الموقف ).
ومع ذلك فإن تقدم أولوية الأعتبارات الإنسانية قد يؤدي إلى تغيير في قواعد اللعبة في الحرب الجارية حاليا بتخفيف حدة الأجتياح العسكري الشامل أو تحويله إلى مجرد عمل عسكري يائس لا قيمة له خصوصا إذا بدأت عملية دبلوماسية جادة للإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين .
هذا السيناريو يحمل ضمنا فتح أبواب جحيم سياسي ضد الحكومة الإسرائيلية ولذلك فإن نتن ياهو سيرفضه بكل قوة للمحافظة على قدر من المصداقية للحملة العسكرية على غزة . وسيحاول نتن ياهو توسيع نطاق الحرب لوضع الأمريكيين أمام أمر واقع يتم بمقتضاه ضرب إيران وإنهاء تهديدها النووي المحتمل والإبقاء على أحتكار إسرائيل للقوة النووية والتفوق النوعي العسكري والهيمنة السياسية
ويعلم نتن ياهو أن التشققات بدأت تظهر في جدران حكومته وأن الخطر يحيط به من كل جانب بعد أن بدأت موجة الاعتراف بالفشل أمام إرادة المقاومة الفلسطينية يرافقها تبادل الأتهامات عمن يتحمل المسؤولية عن الفشل شملت شخصيات كبيرة منهم رئيس جهاز الأمن الداخلي . لقد اعترف هؤلاء أمام العالم بأن القيادة السياسية والمنظومة الأمنية فشلت في مواجهة إرادة المقاومة . وإذا كان زعيمهم الأعمى عن الحق و الحقيقة بنيامين نتن ياهو يعتقد أنه يستطيع ( تغيير الشرق الأوسط ) فإن إرادة المقاومة قد سبقته في ذلك وليس أمام الفلسطينيين الأن غير الصمود عسكريا وتطوير هذا الصمود إلى هجوم دبلوماسي يهدف إلى جمع كلمة قوى الحق المؤيدة لهم في المنطقة والعالم على العمل من أجل السلام من خلال إعلان إستراتيجية سياسية للتعايش على أساس المساواة بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في الحقوق والواجبات المتبادلة والمتزامنة . بأن يكون لكل من الشعبين حق العيش في سلام وأمان وحق الدفاع عن النفس داخل دولة لها حدود آمنة ومعترف بها .
إن حق الفلسطينيين في وطن ليس أقل من حق الإسرائيليين . كما أن حقهم في الدفاع عن وجودهم لا يقل عن حق أي شعب من شعوب الأرض . فلكل شعب وطن إلا الفلسطيني لا وطن له . . ولن تستطيع إسرائيل أبدا بقوتها الغاشمة أن تنتصر على إرادة المقاومة الفلسطينية . .