الخبير النفطي فاضل علي عثمان
_____________________
لقد تعمدت ان ابدأ العنوان بأوبك والعراق وليس العراق وأوبك لإن العراق حاليًا له دور هامشي في المنظمةولان معظم السياسيين والتكنوقراط وبعض المنتسبين في القطاع الذي ليس لهم علاقة مباشرةً مع المنظمةيتصرفون حاليًا وكأن منظمة الاقطار المصدرة للنفط ) اوبك( لها نفس قوة الأمم المتحدة ويمكن للمنظمةوضع العراق في شيءٍ مشابه للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة علما إن المنظمة لا تتصرف كمابقيامها بدراسات مفصله عن السوق النفطي وابداء المشورة والنصح IEA تتصرف وكالة الطاقة الدوليةللدول المستهلكة للنفط وتطورت بحيث بدأت تجري دراسات عن ال دول المنتجة للنفط ان طلب منها ذلك.اما منظمة اوبك وخاصة في اجتماعاتها الوزارية فان قرارتها تتخذ بإجماع الاعضاء وبدون اعتراض اي عضو في المنظمة وسابقا ا ن كان هناك اعتراض من عضو او أكثر فتجرى اجتماعا ت ثنائية او ثلاثية لعدة ايام لإقناع المعترضين وصدور قرار نهائي وكانت من المهام الرئيسية للأمين العام او السكرتير العام لاوبك هو تنسيق سياسات الاعضاء النفطية ومسؤولا عن العلاقات الدولية العام ة والسياسات الخارجية والاستراتيجية التي تقررها المؤتمرات الوزارية وان يكون ملما بالعلاقات الدبلوماسية.
اما بعد تأليف مجموعة اوبك بلص فالمسؤولية انحصرت بوزير النفط السعودي ممثلا للمنظمة ونائب رئيس الوزراء الروسي للطاقة ممثلا عن المجموعة الاخرى، وبدء نفوذ المنظمة بالتضاؤل حتى نهاية عام ٢٠١٦عندما اتفقت مع بعض الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة الى الانضمام الى ما يسمى ) اوبك بلص(ومنذ بدأت هذه الاجتماعات في فترة الجائحة فان الاجتماعات تتم بشبكة التلفزيون المغلقة وتنتهي حاليا بفترة ساعة او اقل وليس هناك احتجاجات من الاعضاء كالسابق على قرار كان مصاغا اصلا من روسيا والمملكة العربية السعودية .
ومما دفعني كذلك في كتابه هذه الشذرات هو زيارة الامين العام الجديد للمنظمة السيد هيثم الغيص بناء على الدعوة الموجهة اليه من السيد نائب رئيس الوزراء وزير النفط لزيارة العراق والذي انتخب بهدوء ولم يظهر في الإعلام العراقي ولم نسمع حدوث مناقشه حول اختيار امين عام جديد للمنظمة ومن المحزن انيتم ذلك في فترة وفاة الامين السابق قبل شهرين من انتهاء فترته .
ورد في الانباء ان الزيارة كانت ليومين وان الامين العام زار السيد رئيس الوزراء والذي بحث مع الامين العام اهم التحديات التي تواجه السوق النفطية ) علما ان الخبر لم يشمل ما هي التحديات التي تواجه اسواق النفط وماهي السبل على العمل على استقرارها واهمية التنسيق بين الدول المصدرة للنفط من ضمان عدم تذبذب الأسعار مما يوثر على ال دول المصدرة والمستهلكة للنفط وهذه استفسارات معقولة ولكن مع الاسف لم يتطرق الخبر الى إجابات الامين العام على هذه الاستفسارات ، ولم يتطرق الحديث عن سبب انفراد دولتين باتخاذ قرارات عن ا لمجموعة ككل وعن هامشية بقية اعضاء المنظمة ،كما لم يتطرق الحديث عن قيام روسيا ولظروفها الخاصة بتوجيه نفطها الى الصين والهند وازاحة قسم من النفط السعودي والعراقي من تلك الاسواق ولم يتطرق الموضوع الى الاجحاف بحق العراق في تحديد طاقته الانتاجية واعتماد العراق على النفط كمصدر رئيسي للواردات. كذلك الاجتماع الذي تم مع رئيس مجلس النواب الذي كرر البحث مع الامين العام نفس القضايا التي بحثت مع السيد رئيس الوزراء.
ولقد أكد السيد نائب رئيس الوزراء وزير النفط عند اجتماعه مع الامين العام الى تعاون العراق مع المنظمة) Deja vu( قد ادى الى استقرار السوق النفطية !! ومواجهة التحديات التي تواجه المنتجين في هذا القطاع كما صرح الوزير في وقت لاحق بان العراق مضطر لتخفيض انتاج الذروة بمقدار ٢٢٠ ألف برميل يوميا للالتزام بتحديد الانتاج بموجب اخر اجتماع للمجموعة وانه قد طلب من بع ض شركا ت جولات التراخيص تخفيض انتاجهم تبعا لذلك.
يتكرر مرارًا ذكر العراق بانه قاد المنظمة عند تأسيسها عام ١٩٦١ وكان الاجتماع للمؤسسين في بغداد فيتلك السنة. الا ان العراق قد فق د منذ عام ١٩٩٠ تأثيره في المنظمة تبعه عام ٢٠٠٣ وما بعده عندما أنشغل العراق بمشاكله الداخلية ولم يساهم فعليا في اي من نشاطات المنظمة ان وجدت حتى الان ومتفقا تماما على تحديد انتاجه رغم ان ذلك سيزيد من عجز الميزانية سنة بعد اخرى.
وهنا لا بد من التوقف والنظر لنشاطا ت مجموعة اوبك بلص منذ عام ٢٠١٦ وحتى الان وياحبذا لو ان ( ملتقى بحر العلوم للحوار) قد دعت الامين العام والسيد نائب رئيس الوزراء وزير النفط وبعض وزراء النفط السابقين وبعض الخبراء العراقيين الذين عملوا في المنظمة سابقا واعضاء لجنة الطاقة في مجلس النواب وبعض المستشارين من مجلس الوزراء الى ندوه مفتوحه للتوصية ببعض المقترحات لوضع سياسة لموقف العراق من المنظمة ومجموعة اوبك بلص بعيدا عن الشعارات والتصريحات الرسمية التي لا تغني ولاتسمن من جوع .
كان يمكن لهذه الندوة بحث بعض الامور من تأثير عديد من العوامل المعقدة والمتشابكة وتأثيرها على القطاع النفطي في العراق وكما يلي :
1- التداخل بين الاسواق المالية والاسواق النفطية بحيث ان اسعار النفط الخام اصبحت مقيده بالتغيرات المالية وسعر الدولار ولا تتبع بصوره رئيسيه الموازنة بين انتاج النفط واستهلاكه
2 - احتواء ازمة القطاع المصرفي مما يفاقم المخاوف من التباطؤ الاقتصادي وضعف الطلب رغم التأكيد بصوره مستمرة على تعافي الطلب من الصين وزيادة الطلب من الهند
3 - التكالب المستمر والمركز على الحصول على اعلى عائد للبرميل دون النظر على الحفاظ على اسواقنا التقليدية وازاحتنا من قبل بعض المنتجين الجدد
4 - تأثير ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية والتوجه الى الاسهم والسندات بدلا من تجارة النفط
5 - توجهات المنظمة في القرن الواحد والعشرين وما سيحدث عند استقرار الوضع السياسي من احتما لانفصال مجموعة اوبك بلص عن اوبك
6 - لم يحدث حتى الان ان قامت المنظمة بالاحتجاج على قيام عضو مجموعة أوبك بلص روسيا بإزاحة العراق والسعودية من أسواقهم التقليدية في الصين والهند واعطاء خصومات كبيره للنفوط المصدرة من روسيا بينما تقوم المنظمة من وقت لأخر بالتحذير عند قيام عضو في تجاوز حدود الانتاج المخصصة له.وهناك بعض التقارير التي توكد ان العراق هو الخاسر الاكبر من بيع روسيا للنفط بأسعار مخفضة .
7 - لم تقم المنظمة بأجراء دراسات عن هبوط الانتاج في بعض دول المنظمة بحيث يمكن لبعض الدول التي تعاني من تخفيض الانتاج كالعراق والامارات من زيادة انتاجهم بدلا من استعمال هذا الظاهرة لرفع اسعار النفط
8 - كيف ستتعامل المنظمة مع قرار الكونجرس الامريكي لفرض قانون نوبك على أعضاء المنظمة واعتبارها ككارتيل في تحديد الانتاج ورفع اسعار النفط الخام العالمية ومقاضاتهم أمام المحاكم الاميركية وهل سيتم الاعتماد على عدم تصديق هذا القانون من قبل رؤساء الجمهورية
9 - كيف ستتعامل المنظمة من استمرار استعمالها للحظر الاقتصادي ومنع تصدير النفوط الخام كما حدث مع العراق ويحدث حاليا مع إيران وفنزويلا وروسيا وتأثير ذلك على اقتصاد الدول ومواطنيها، بدلا من استعمال حجة ان المنظمة كيان غير سياسي ولا تتدخل بمثل هذه الظروف .
10- ان تحديد الانتاج في العراق يسبب خسارة وعجز مالي بالإضافة الى ما سيحدث في جولات التراخيص وسيحد من خططه لزيادة الطاقة الإنتاجية وعدم وجود الوفرة المالية المتوفرة لدي السعودية والكويت والأمارات وما يمكن للمنظمة مساعدة العراق في هذا المضمار
11- ما هو راي المنظمة في السعر المناسب للنفط الخام ومتى يتم تحديد الانتاج او زيادته تبعا لذلك وهل هذا القرار متروك لرأي الاعضاء او انه الان قرار للسعودية وروسيا
12 - ماذا سيحدث إذا اضطر العراق والامارات ذوي الانتاج المرتفع من الانسحاب من المنظمة علمًا المنظمة لم تتأثر كثيرا من انسحا ب قطر وبعض الدول ذات الانتاج المنخفض وخاصة وان كلتا الدولتين تشعر ان بان حصتهم في تحديد الانتاج غير ملائمة ومن الممكن زيادتها من انخفاض الانتاج في دول اخرى
13 - تأثير الحرب الروسية الاوكرانية على المنظمة علما بان اعضاءها وقوفوا على الحياد مما افاد روسيا سياسيًا واقتصاديًا وانتهاز الصين والهند خصومات الاسعار في النفط الروسي لإزاحة قسم من نفط العراق والسعودية
14- تأثير التوافق بين السعودية وإيران على السوق النفطي
15- حالة الارتباك وردود الفعل المبالغ فيه تسيطر على سوق النفط ومتى ستدوم هذه الحالة وتفاقم عمليات البيع المكثفة في العقود الآجلة متزامنة مع انهيار بعض المصارف الاميركية والاوروبية
16- اعلنت روسيا بانها ستقوم بتخفيض انتاجها ٥٠٠ ألف برميل باليوم في ا ذار وحتى الان لم يطبق فيذلك الا القليل
17- لم تتوقف السعودية انتاج النفط او التوسع في انتاجه عندما هوجمت منشآتها قبل عدة سنوات اما في العراق فان عمليات الاستكشاف وتطوير الحقول النفطية والغازية بسبب الظروف الامنية في بعض مناطق العراق مثل ديالى والانبار قد توفقت لأكثر من عشر سنوات وبدون ايجاد حلول لتلك المشكلة الامنية ومثال من كازخستان ثم KMG لذلك حقل عكاز النفطي في محافظة الانبار الذي اعطي للشركة الكورية وشرك ةواستمرت الشركة الكورية بحفر الابار في الحقل حتى هجوم داعش الارهابي على KMG انسحبت شركة المنطقة وتوقفت شركة كوجاز من تطوير الحقل وحاولت وزارة النفط مع شركة دلتا السعودية عام ٢٠٢١ثم جاء قرار مجلس الوزراء بالموافقة على انسحاب الشركة وتعويضها واعطاء سنه اضافية لإنهاء التزام الشركة وحصل نفس الشيء في حقل المنصورية الغازي وبعد عدة محاولات اتفق مع شركة سينوبك الصينية على تطويره الا ان الشركة بدأت تتردد وتعطي بعض الحجج
18- ما هي إستراتيجية العراق النفطية في حالة زيادة انتاجه خلال السنوات القادمة وهل سيذهب الى تحجيم الاستثمار في القطاع النفطي في تصدير النفط والذهاب الى مشاريع معالجة الغاز لتأمين احتياج العراق من ذلك
انتاج الذروة في العراق وعلاقته بتحديد الانتاج من قبل مجموعة اوبك بلص
كل الدول الاعضاء في المنظمة تحاول ولسنوات عديده في زيادة انتاج النفط والغاز للحصول على واردات اضافية او التنافس لزيادة الاحتياطي والطاقة الانتاجية الا العراق فان تاريخه النفطي يتسم بالاستغراب فهناك من كان يعتقد في الماضي بان بقاء النفط في المكامن افضل من انتاجه ويعتقد البع ض حاليا ان الجهود العالمية في الحفاظ على البيئة وتحديد الانتاج لا يشجع على الاستثمار في القطاع ولهذا لا نج د ان هناك توجه استراتيجي للوصول الى انتاج الذروة وهناك شواهد تأريخية تثبت ذلك وحديث ا عندما هبطت اسعار النفط اسعار النفط تبارت القنوات التلفزيونية العراقية ووسائل الاعلام تفاصيل اسباب هبوط الاسعار وكثرذلك مستقاة من اجهزة الاعلام الغربية ولم يتطرق اي منهم الى ضآلة انتاج العراق او تحديد انتاج ٢٢٠الف برميل
1 - تاريخيا وهنا من لديه رغبه للاطلاع على تاريخ العراق النفطي بالتفاصيل قراءة الكتاب القيم للأستاذ طارق شفيق الموسوم ) النفط والسياسة في حياتي( حيث بين بان العراق منذ اكتشاف النفط في كركوك ركز على عائدات النفط أكثر من تركيزه على كمية الانتاج وحتى تناسى الاتفاق مع شركات النفط الاجنبية بإعطائه نسبة ٢٠ ٪ كحصة في الشركات العاملة ولم يحصل على ذلك حتى اضطر الى التأميم
2- كما جاء في نفس الكتاب مقارنه بين انتاج النفط في العراق عند صدور القانون ٨٠ لعام ٦١ وإنتاج. النفط في عام ١٩٧٢ واضفنا الى ذلك انتاج النفط عام ٢٠٢٢
للمزيد واستكمال قراءة المقال حمل الملف pdf