11 Apr
11Apr

 يعلنون نوايا تبدو طيبة من قبيل اصلاح المجتمع وتغيير نمط التفكير الخيالي والأسطوريّ في معالجة القضايا الروحية ومنها الدينية على وجه الخصوص. لكن لا أدري لماذا يلجأ هؤلاء التنويريون الأفاضل إلى الطعن والشتيمة المبطنة واللعن العلني او التسفيه المبطن لكل ما هو عربي او مسلم أو لنقل كل ما هو راسخ في ثقافتنا اليومية؟                        ايها السادة: كل ثقافة وحتى كل حضارة هي نتاج مرحلة تاريخيّة معينة من العلاقات والأنظمة الاقتصادية والسياسية القائمة. وهذا ما أنتجته المراحل السابقة. والمرحلة التي نحن فيها اليوم ونعيشها الان تتطلب نتاجاتٍ فكريةً ومن ثم ثقافيةً وحتى حضارية جديدة تتلائم معها. وانتم كما يفترض انكم من مخاضات هذه المرحلة الجديدة ومبارك عليكم!. والتطوير الفكري والمنهجي في تناول الظواهر ضرورة تاريخيّة تتطلبها المرحلة القائمة وحضراتكم جزءٌ منها ( ساعة الألف سودة ). لكن من قال لكم أنّ التجديد يعني الشتيمة،  وأن التغيير لا يأت إلا باللعان؟ إنّكم بهذا تدفعون الذين تشتمونهم إلى ان يشتمونكم ايضا ويلعنون (سلفه سلفاكم)هذا أولاً وثانياً ستضطرونهم إلى التمترس وراء موروثهم وعقائدهم والدفاع باستماتة عنها وعما وجدوا آباءهم عليه. ولهم الحقّ كله في ذلك. فعلى طوال تاريخ الكون (البشري والطبيعي) لم يحدث أي تغيير حقيقي وعميق وجذري بالشتائم ولا باللعان. بل التطور الهاديء الذكي والعلمي وبالإنجازات المضافة بتراكم مخطط ومدروس والانطلاق من ذات المنطلقات المسلّم بها. لانه وكما معروف ان كلَّ ظاهرة مادية او معنوية تحتوي في طيّاتها على بذرات لنقيضها. ومن هذا النقيض يمكن التحرك او مساعدة الظاهرة للتخلي عنه وعن شكلها القديم الذي لم يعد يلائم مضمونها الجديد.                                                          د.شاكركتاب.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن