23 May
23May



في الآونة الأخيرة، أقر البرلمان قانون العطلات الرسمية الذي أثار جدلاً كبيرًا حول تضمين عيد الغدير كعطلة وطنية. هذه الخطوة قابلتها دعوات واسعة تعارض هذا القرار، مما يثير تساؤلات حول حقوق الطوائف في بلد متعدد الأديان والمذاهب.


أولاً، يجب التأكيد على أن الشيعة هم مكون أصيل في هذا البلد، ولهم حقهم في الانتماء مثلما نقول بالانتماء القومي او الديني او المناطقي والعشائري . لا أرى ضيرًا في احترام الانتماء المذهبي، فهو جزء من الهوية الوطنية. من يعارض عيد الغدير هو الذي تُطرح الإشكالية الطائفية عليه، وليس العكس. فلو كان للشيعة رغبة في تشييع الدولة، لما كان رمز الدولة ينتمي لمذهب آخر، ولما كان رئيس السلطة التشريعية ينتمي للمذهب السني.


ثانيًا، من المهم التفريق بين الاحتفال بعيد ديني والفرض العقائدي. الشيعة يتقبلون أعياد الطوائف الأخرى ولا يصفونها بمحاولة فرض معتقداتهم. فلماذا يُثار الجدل عندما يُطالب الشيعة بحقهم في الاحتفال بعيدهم الخاص؟ الاحتفال برأس السنة الميلادية، على سبيل المثال، لم يُغير من عقائد المسلمين، بل هو اعتراف بتنوع المجتمع واحترام لعقائد الآخرين. وكذلك عندما يحتفل اخواننا الايزيديبن او الصابئة باعيادهم نبارك لهم ونفرح معهم ولايعني ذلك اننا نؤمن بمايؤمنون به .. فكما يقول أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: «النّاسُ صِنْفانِ إمّا أَخٌ لَكَ في الدِّيْنِ، أو نَظِيرٌ لَكَ في الخَلْقِ»

وبالمثل، عيد الغدير هو احتفال ديني للشيعة ولا يحمل في طياته أي محاولة لفرض معتقداتهم على الآخرين.


ثالثًا، الادعاء بأن هذا القرار يحول الدولة إلى دولة شيعية هو مغالاة في الطرح. الدولة تحتضن تنوعًا دينيًا ومذهبيًا واسعًا، وإقرار عيد الغدير كعطلة رسمية لا يعني تهميش بقية الطوائف أو فرض معتقدات معينة. النظام الديمقراطي يتيح للجميع التعبير عن حقوقهم، وحق الشيعة في هذا الإطار هو جزء من هذه العملية الديمقراطية.


كل ما يريده الشيعة هو أن يتم التعامل مع مناسباتهم ومعتقداتهم كما يتم التعامل مع أي طرف آخر. بعيدًا عن أغلبيتهم، فهم أبناء هذا الوطن الذي يتسع للجميع. احترام حقوق الطوائف المختلفة في الاحتفال بأعيادها الدينية يعكس روح التسامح والتعايش التي يجب أن تسود في مجتمع متعدد الثقافات.


وأخيرًا، يجب علينا جميعًا أن نتذكر أن قبول التنوع والاحتفاء به يعزز الوحدة الوطنية ولا يهددها. رفض عيد الغدير كعطلة رسمية تحت حجج عقائدية هو موقف غير منطقي ويعزز الانقسام بدلاً من الوحدة. 

على الجميع أن يتفهموا أن الإقرار بالعطلات الرسمية لمختلف الطوائف هو خطوة نحو مجتمع أكثر تسامحًا واحترامًا لتنوعه وانا سعيدة جدا باقرار هذه العطلة التي سبق وان طالبت فيها عام ٢٠١٢ و ٢٠١٦ وحينها كانت الاصوات تتهمني بالطائفية فقط لاني طالبت بحق اهلي والحمد لله الذي جعل من إتهمني سابقاً يتبنى القانون اليوم ...

 السلام على علي رمز التسامح والوحدة ومفترق الطرق بين الحق والباطل..



د.حنان الفتلاوي

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن