29 Jun
29Jun

محمد عبد الجبار الشبوط 

في علم السياسة، تُعد مفاهيم الأغلبية السياسية والأغلبية الطائفية من الجوانب الحاسمة لفهم ديناميكية النظام السياسي واستقراره. رغم أن مظهرهما قد يبدو متشابهاً، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بينهما تلقي بظلالها على الحياة السياسية بطرق جوهرية.


الأغلبية السياسية:الأغلبية السياسية تُمثل مجموعة من الفاعلين السياسيين الذين يجتمعون تحت مظلة أهداف ومصالح وبرامج مشتركة، بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الطائفية. يتميز هذا النوع من الأغلبية بالمرونة والقدرة على تشكيل تحالفات عبر الحدود الطائفية والإثنية، مما يعزز التنوع والتكامل.


الصفات البارزة للأغلبية السياسية:1. المرونة: تكوينها متغير ويعتمد على التفاهمات السياسية المتبادلة والمصالح المشتركة.2. التنوع: تُشجع على دمج الأفكار والخلفيات المتعددة، مما يؤدي إلى إثراء النقاش السياسي وتوسيع قاعدة المشاركة.3. الحراك السياسي: تدفع بالأجندات السياسية نحو تحسين الأداء الحكومي ومساءلته، حيث تكون الأطراف الفاعلة ملزمة بالتعاون لتحقيق أهداف مشتركة.


تأثيرها على الحياة السياسية:- تعزز الحياة السياسية من خلال توفير بيئة مفتوحة للنقاش وتبادل الأفكار.- تحفز على إيجاد حلول مبتكرة تتفاعل مع تطلعات شرائح المجتمع المتنوعة.- تساهم في تقليل التوترات الاجتماعية بتشجيع تقبل الآخر والاندماج.


الأغلبية الطائفية:على النقيض من ذلك، الأغلبية الطائفية تتمثل في مجموعة متجانسة من الفاعلين السياسيين المنتمين إلى طائفة دينية أو عرقية واحدة. تتسم هذه الأغلبية بالانغلاق والانحياز، مما يؤدي إلى تماسكها الداخلي لكنها تُعرض الحياة السياسية إلى الجمود والتكلس.


الصفات البارزة للأغلبية الطائفية:1. الانغلاق: تتركز اهتمامتها على مصالح طائفة بعينها، ما يعزز التحيز والانقسامات.2. التجانس: تفتقد إلى التنوع الذي يمنع التفاعل مع رؤى وأفكار مغايرة.3. الجمود السياسي: تميل إلى التمسك بالمواقف التقليدية، مما يحد من إمكانية التغيير والإصلاح.


تأثيرها على الحياة السياسية:- تؤدي إلى تكلس الحياة السياسية بسبب مقاومة التغيير واستبعاد الأفكار الجديدة.- تُزيد من حدة الاستقطاب الاجتماعي والسياسي، ما قد يؤدي إلى تفاقم النزاعات والانقسامات.- تُضعف القدرة على تحقيق التوافق الوطني، حيث تصبغ القرارات والمواقف السياسية بالتحيز الطائفي.


الخاتمة:من خلال هذه المقارنة، يتضح أن الأغلبية السياسية تمثل خياراً أكثر ملائمة لتعزيز الحراك السياسي وتحقيق التقدم. بينما تؤدي الأغلبية الطائفية إلى توترات وجمود سياسيين يعيقان التنمية. لذا، فإن بناء بيئة سياسية تُشجع على تكوين أغلبية سياسية واسعة ومتنوعة يبقى هدفاً استراتيجياً لتحقيق استقرار وتقدم المجتمعات.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن