نعيم عبد مهلهل
عالم الأهوار هو عالم الأزل المقترن بالعراق وجنوبه .
كان مهدا لمدن سلالات وحكايات لأساطير شعب أسمه الشعب السومري .
ومتى دققت في عادات المكان وتقاليده وسبل العيش فيه وما تبقى من مفردات التحاور والكلام والأبوذية حتى تكتشف أن الناس في الأهوار يرجعون إلى اصول سومرية ، ثم انغرست فيهم لاحقا روح العروبة ، وبسبب تعلقهم بالمكان ورغبتهم بحياة وبيئة خاصة بهم لا تقبل بغريب وأجنبي وظالم ، تم التعامل مع أهل الأهوار بقسوة وتجني وتجفيف وتهجير عبر حقب بدأت من عصور الطغاة وانتهت بعصور السدود وشحة الماء والامنيات.
ومع تعاقب الحكومات العراقية منذ 2003 والى اليوم كان خطاب إنعاش الأهوار واحيائها وتطويرها وخدمة اهاليها هو بعض الشعارات المركزية لتلك الحكومات ،واظن أن في حكومة السيد المالكي الاولى وقبلها كان هناك منصب وزير لإنعاش الأهوار وصُرفت مبالع طائلة لمشاريع في نهر العز والجبايش وبقية مناطق الأهوار ، ولا أثر لها على ارض الواقع ، ومما زاد الطين بله هو موجات الجفاف الطبيعية والمصطنعة بدوافع سياسية ضاعفت محنة والم اهل الأهوار ...
وبعيدا عن استعادة ما كان وجرى علينا أن ننتبه الى مايكون .
هو ان تنتبه الحكومة إلى الأهوار التي تم أدراجها كمحمية كونية وفي لائحة التراث العالمي .تنتبه الى الأهتمام الجدي بهذه البيئة ومدنها ، واهمها أن تؤسس وزارة للاهوار في حقيبة مهمة يشغلها من يمتلك المؤهلات الادارية والهندسية والاقتصادية ومن اهل تلك المناطق وفق أساس مكة أدرى بشعابها ..
الأهوار بدرجة وزير ليس حلما أو امنية إنما هو مطلب وقائعي لتلك المناطق التي تحتاج إلى وزارة تذهب بها من التهميش الى الحياة الكريمة ،مادامت موازنة الدولة قادرة أن تجعل المكان فردوسا كما تخيله أهلنا الأوائل في سومر وأكد وناحية الفهود والطار وأم الودع وهور الصحين.