13 Mar
13Mar

     دخل الاتفاق الإيراني ـ السعودي مرحلة الجدية بالتنفيذ، وكان من أبرز ارتداداته السياسية، تصريحات قادة الكيان الصهيوني بالإعراب عن يأسهم في عرقلة تنفيذ هذا الاتفاق، بعد أن فشلت مساعيهم في احتواء السعودية ضمن مشروع التطبيع سيئ الصيت. أما القيادة الأمريكية فقد أُصيبت بالدهشة من تقوية العلاقات بين الصين وإيران وروسيا ،كدول مؤثرة في جو العلاقات الدولية الفاعلة، وتحرك هذه الدول على أنظمة صغيرة أو متوسطة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، لانتشالها من حضن الشيطان الأكبر،والتعاطي معها كجزء من واقع جيوسياسي جديد يضرب سياسة القطب الواحد في الصميم.

     من الأمور الواضحة للعيان التي تمخض عنها الاتفاق التأريخي الجديد، أن البلدين أثبتا واقعيًّا أن السبب الرئيس وراء إثارة الخلافات في المنطقة هي القوى الخارجية ،وهنا يتطلب الموقف من المملكة العربية السعودية أن تبادر الى اتخاذ خطوات جدية وحازمة وشفافة إزاء مشروع تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

     إن وجود قائد عسكري وخبير أمني متمرس وكبير مثل الأدميرال علي شمخاني ضمن الوفد الإيراني للتفاوض بشأن عقد الاتفاق الإيراني ـ السعودي، يؤشر الى الحضور القوي للإرادة الإيرانية في الجانب الأمني والعسكري المتضمن إنهاء احتلال اليمن والتدخل السافر للنظام السعودي في دول المنطقة التي تشهد ارتجاجًا في الأمن والاستقرار.

     معطيات الأحداث تشير الى أن تبادل السفراء بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية سيكون خلال الشهرين المقبلين،وهذا ما سيعزز تزايد أهمية منطقة غرب آسيا ،كمورِّد مهيمن للطاقة العالمية، بسبب أن إيران والسعودية هما أكبر مورِّدَيْن للنفط والغاز في منطقة (الشرق الأوسط)، التي كانت الولايات المتحدة تراهن سابقًا على أن تكون حديقتها الخلفية، ومنجم ثرواتها الافتراضية المستقبلية.

     لقد أنهى هذا الاتفاق التوتر الذي دام سبع سنين،بكل ما ينطوي عليه هذا التوتر من نتائج وتأثيرات على الأمن الإقليمي، وتمكن الطرفان أخيرًا من توظيف الفضاء الذي أنشآه لتطوير علاقاتهما مع العالم.

ناصرية  دورتموند ـ ألمانيا


13 آذار2023

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن