جعفر الونان
الواقع العاقل يقول إن ملعب الإصلاح السياسي الحقيقي ينطلقُ من البرلمان، لكن مايُسجل على الدورة النيابية الخامسة أنها اقل الدورات فاعلية واكثرها ضعفاً، بل يمكن وصفها بالدورة " TIK TOk" حتى أنها لم تسجل اي موقف واضح اتجاه القضايا المصيرية مثل حرب غزة وارتفاع الدولار ومحاسبة الفساد واقرار القوانين المهمة واعادة رسم الاقتصاد و إصلاح النظام السياسي لاسيما بعد اقرار الموازنة الثلاثية.
ويعد ذهاب الوزراء الى مبنى البرلمان لغرض توقيع المعاملات و " الفايلات" ولزم سرة النواب على تواقيع الوزراء ثغرة نيابية كبرى لاتغتفر، فكيف للنائب الذي يتوسل بالوزير على محولة وتعيين وسبيس وتبليط أن يمارس فيما بعد دوره الرقابي ويحاسبه الوزير اذا اخطأ او قصر؟!
مشهد سيء ، تحول النائب الى معقب معاملات يركض وراء الوزراء والوكلاء والمدراء العامين لتوقيع كتب بسيطة مقارنةً بالمهام الموكلة لعمل البرلماني!
ليس هذا فحسب ، فقد تحولت الاستضافات-اغلبها- في اللجان المختصة الى صورة من صور الابتزاز للمسؤولين التنفيذين الناجحين !
الواضح الملموس هناك فاعلية محدودة لعدد من اعضاء مجلس النواب الا ان هذه الفاعلية لاتنعكس على البرلمان كمؤسسة اولى وسلطة عليا في هذا النظام السياسي.
يُكرس برلمان الدورة الخامس في الاذهان برلمان مرجان احمد مرجان في الفيلم المصري الشهير، فهو يعيش تفاصيل الكسل العميق، والنوم المريح فهل سيكمل هذا النوم على وسادة الريش لنهاية دورته النيابية؟!