01 Dec
01Dec


١- قبل ان تبدأ الحديث عن ماجرى ومايجري وحول تداعيات هجوم (طوفان الاقصى) تتقافز مجموعة من العناوين والاسماء لمدن وأشخاص كان عليك ان تجمعها (تلمّها)لتتشكل لوحة المشهد بشفافية الزجاج حين ترصفها جنباً الى جنب البعض الاخر فتخرج الصورة كاملة الابعاد (مجسمة) لاتشكو من خلل ٍ أو تشوهات

٢- عضو مجلس الشيوخ الامريكي السناتور الجمهوري توم كوتون قال حين الطوفان (في ايران يضحكون علينا ويسخرون من حركتنا هناك) فقهقه الايرانيون لهذا التصريح كثيراً قبل ان يقرأ احدهم (ان تسخروا منا فانّا نسخر منكم كما تسخرون) ثم سجدوا شكراً لله لسلامة نوح وسفينته التي انطلقت (بسم الله مجراها ومرساها ) وكانت هناك عين تنظر الى الضفة الغربية وهي تتذكر (يابني اركب معنا ولا) بقلب رحيم
٣- تحركت تحت الرادار روىً وسياسات ومواقف وتحليلات تم رصد بعضها حسب عائدية الاهمية والمقصود وتم اخفاء البعض الاخر في حقائب الذبلوماسيين وبسرية بالغة تم تداولها وتوزيعها على حكام المنطقة على انغام الاصوات القادمة من البوارج والسفن (وتلك أمانيهم) وأماني الوشاة و(ذلك مبلغهم من العلم)
٤- اعتقد الكيان الصهيوني ان حماس لاتريد حرباً شاملة وانما عملية محدودة تضرب في السياسة والسيادة فراحت اسرائيل تخطط لحرب شاملة على حماس التي نزلت الى باطن الارض (فلا تكاد تبين) وهي تحاكي نملة سليمان يوم نادت وهي ترى عساكر سليمان قد أقبلت(يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون) فصدمت (اسرائيل)مرتين واحدة في بداية الطوفان والثانية حين اختفت آثار النمل (فهم لايبصرون)
ه-اعتقد حزب الله ان المعركة على الحدود هي الانسب الان في ظل الاجواء العالمية والاقليمية التي صادرت عنصر (المفاجأة والاستباق) وهنا تكيفت اسرائيل مع هذه الحرب الحدودية (المزعجة) والتي تستنزف الكثير منها وأظهرت الكيان بمظهر (رد الفعل) واللبنانيون يجيدون . 

ه- اعتقد حزب الله ان المعركة على الحدود هي الانسب الان في ظل الاجواء العالمية والاقليمية التي صادرت عنصر (المفاجأة والاستباق) وهنا تكيفت اسرائيل مع هذه الحرب الحدودية (المزعجة) والتي تستنزف الكثير منها وأظهرت الكيان بمظهر (رد الفعل) واللبنانيون يجيدون حركة اللعب بأعصاب العدو  وهم آخر من ينام من الشعوب بلذة القهوة وفناجينها الساحرة
٦- الولايات المتحدة في معادلة جديدة بين ان تضغط على السعودية للتراجع عن التطبيع مع ايران و بين احتمالية ان ايران يمكن ان (تجامل) السعودية في صناعة مواقف مستقبلية لاحقاً وربما صعبة إكراما للسعودية ومراعاة لظروفها الخاصة التي تعتصر اقتصادها بقسوة الحصار
٧-ايران توازن بين سمعتها باعتبارها أب وراع (لمحور المقاومة) وبين انفتاحها على مصر والسعودية لابعادهما عن اي تحالف او محور يمكن ان تصنعه اميركا ضدها اثناء او بعد الطوفان الحماسي خصوصاً ان السعودية (تتململ) على خرائط روسيا والصين وماتنتجه الصين من سلع وجهود
٨- الكل يتحدث عن التوسعة لنطاق الحرب والكل كذلك يحذر من كلفتها ومدياتها في كل الساحات واكتفت ب(التحرش)عن بعد او عن قرب وفي الحالتين يقع الموضوع في دائرة المحدودية لتبتعد المعادلات عن نهائيات الدوري والتصفيات في المربع النهائي ومن هنا ستمر الهدنة ورياح التبريد على الجميع وسنبقى بين (التوسعةالغالية)وبين (المراوحة المحرجة) وهو مايستحي من قوله الجميع
٩- رئيس بلدية مستوطنة هونين (مرغليوت) يقول ان اللبنانيين يجلسون على حدودنا باسترخاء ويطلقون النار علينا متى يشاؤون ويصطادون جنودنا ك(البط) من كل الجهات فتذكر الكثيرون قول هند زوجة ابي سفيان يوم أعابت على الحمزة موقفه الرسالي الشديد(حمزة صياد الاسود يصطاد الحشرات) فرد عليها الحمزة (اليوم وغداً ياهند)
١٠-استقر الرأي الاميركي والاسرائيلي على استبعاد المواجهة عسكرياً مع ايران والاكتفاء بالحصار الاقتصادي والحرب السبرانية والعمل الاستخباري وتجنيد العملاء لعدم وجود فرص (صادقة) للتطبيع بين اميركا وايران واستقر الرأي الايراني على التهديد بالتوسعة وحركة المخالب اليمانية في باب المندب وجنوب لبنان والحدود العراقية على جانبيها مالم يحدث تطور ميداني مثل(الغزو البري على غزة) ليقلب المعادلة من جديد
١١-قبل ان تستقر سفينة نوح على جبل الجودي وقبل ان ينزل الصيادون ليصطادوا البط الثقيل الحركة في مزارع شبعا في نزهة و(عادة)يومية ترسم لنا (حرب المستشفيات) لوحات الحزن العظيم ممزوجاً بصور الخدج التي تنزف تحت القصف اللئيم ليسافر المشهد الى العالم كله كعصافير تزقزق في الاسماع وتنقر في الذاكرة ليندفع الناس الى الشوارع تلبية لوخزات الضمائر وهي تتعذب من قسوة قلوب كالحجارة أو أشد منها فتتطاهر وتهتف وتحتج بكل اللغات وذلك أضعف الايمان الذي تآكل من ادمان الانكسارات والهزائم

النائب عباس الجبوري عضو لجنة العلاقات الخارجية

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن