النائب عباس الجبوري
ا-ألحشْد لغة جماعة
من الناس في مكان محدود نسبياً وجمعها حشود
وهناك نوعان من الحشد
أ-الحشد الافتراضي
ب-الحشد الشعبي
٢-الحشد الافتراضي مجموعة من الافراد ينتمون الى هويات مختلفة وبلدان متنوعة يتواصلون بينهم عبر الشبكة العالمية تواصلاً غير فيزيائي (وجهاً لوجه) وتجمعهم اهتمامات واراء مشتركة ويتفاعلوا بها ومع مرور الزمن تتشابك علاقاتهم وتترشق تصوراتهم ومتبنياتهم ويمكن اعتبار هذا الحشد خيالياً لانه لم يتأكد من هوية أفراده ولا عددهم لان الفرد الواحد يمكن ان يعيد نفسه وكذلك حساباته فتكون اعدادهم غير حقيقية
٣- الحشد الافتراضي الذي وجد لتخليص الشباب والانسان من العزلة والانفراد نتيجة الزيادة السكانية الهائلة والبطالة حصر الشباب مرة اخرى في عزلة جديدة مع اجواء التدخين والمنبهات والاثارة (كالمستجير من الرمضاء بالنار)
٤-الحشد الافتراضي مع مرور الزمن تصبح له مميزات خاصة به أهمها
أ-الانقطاع والانعزال عن الواقع الاجتماعي والمجتمع االحقيقي المتمثل ب( الاهل والجيران والاصدقاء )فتتقدم العلاقات الخيالية على الواقعية شيئاً فشيئاً حتى تصل الى القطيعة بينه وبين الواقع الحقيقي
ب-تفكيك كل ماهو تقليدي من التزامات وانتماءات وعلاقات لتحل محلها التزامات مجهولة الهوية وعلاقات مبهمة لافراد (يمكنهم تغيير اسمائهم وجنسهم وعناوينهم) تحت عناوين ولافتات جديدة او قديمة بمفتاح جديد فيصبح الفرد(غير متجانس) مع التقاليد والقيم والعادات التي مرت عليه فتبدأ معركة الصراع في الذات للانتماء
ج-التمرد حين تتشابك علاقات الفرد مع جماعات وافراد ذات طبيعة (تحررية او متمردة)على كل القوانين والاعراف والنظم وتسخر منها في جو معزول وبجرعات عالية يتأثر الفرد بهذا الجو الجديد ولو بالتدريج فيتخرج من هذه الشبكات متمرداً ورافضاً للكثير من السلطات البيتية او البيئية او الحكومية
د-التوحد نتيجة العزلة اليومية عن الواقع ينزلق التفكير الى الوحدة والانغلاق على الذات ونتيجتها أفكاراً وممارسات غير مواكبة لحركة المجتمع وأفراده
أو يصاب الفرد بالتشتت نتيجة تعدد مراكز التوجيه الواقعية والافتراضية واشتراكها في اصدار الاوامر والارشادات فيقف الفرد في اجواء الحيرة والتفضيل والاختيار نتيجة غياب وحدة النظم والسيطرة او تعددها
٥-الحشد الشعبي هو جهاز (عسكري -أمني-عقائدي)او مجموعة من الافراد إلتقت على أهداف واعمال واقعية مشتركة
وخضعت لمنظومة تحكم وسيطرة و (ذات دوافع دينية) في واجباتها تأسس تلبية لنداء المرجعية الدينية عام ٢٠١٤ لحماية البلاد من خطر كبير داهمها
٦-الحشد الشعبي له مميزات خاصة به (تشكيلاً او أفراداً) أهمها
أ-تعزيز الانتماء الاجتماعي الواقعي للفرد عبر المساهمة الجماعية في الدفاع عن الواقع والمجتمع فيزداد الاعتزاز به الى حد الالتصاق فيصبح الفرد اجتماعياً بامتياز عبر عمله وشبكة علاقاته
ب-التغيير الواقعي عبر وعي المشاركة في حماية البلاد والعباد فيصبح له انعكاس (مباشر) بقصد او بدون قصد لتغيير الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي للناس
ج-خلق الشخصية القيادية للفرد الحشداوي الذي علقت به آمال الناس وتطلعاتهم ومشاركته الميدانية التي رشقت الكثير من العادات وصقلت المواهب وبلورت شجاعة متناهية في الدفاع عن الوطن والمقدسات فأصبح (الحشداوي)محط الامال ومركز الثقل في معادلة الوطن وسيادته
د-البعد التربوي الفرد الحشداوي ترسخ عبر اهتمامه بالاخر وحرصه على سلامته وتوفير مستلزمات الامن والسلامة والعيش له في اصعب الظروف فقدم نموذجاً مربياً في نصائحه ومتابعته وقتاله وايثاره المستمر
هـ-بروز الانتماء الديني وتجذره في شخصية الحشداوي مما انعكس على سلوكه وتصرفاته واندفاعه في المعارك بقناعة راسخة بالمتبنيات الدينية فصنع الاقتراب من الموت ومجابهته مشاعر الاخلاص والزهد والامانة والمواطنة الصالحة
ز-اقترابه من الفئات الفقيرة والمعدمة ومسارعته في تقديم الخدمة لهم وفر له واقعاً اجتماعياً وحاضنة و(امة) حريصة على وجوده وسلامته وديمومة بقائه
حتى اعتبرته (صمام أمان) لحياة العملية السياسية
٧-يمكن للحشد الشعبي ان يدخل الى عالم الحشد الافتراضي لاسباب متعددة ولكن لايمكن للحشد الافتراضي ان يدخل عالم الحشد الشعبي الواقعي الا تحت مهمة خاصة(للدراسة او الاختراق او المواجهة) وتلك معركة تفهمها أجواء الحشد الشعبي ومستعدة لها واخيراً نقول ( ان للحشد الشعبي وطناً يعيش فيه اما الحشد الافتراضي فموطنه شبكات التواصل الاجتماعي الكثيرة.
٨-(التصادم المرن)يطلق على الصدام بين الحشدين الافتراضي والشعبي والذي يعني عدم فقدان الطاقة الحركية الصافية لأي من الفريقين اي ان الطاقة الحركية بعد التصادم تبقى نفسها بعد التصادم ولايتحول اي جزء من الطاقة الى نوع اخر من الطاقة أي تصادم لاخسارة فيه نتيجة لعدم توفر (أرض)يستند عليها الحشد الافتراضي لحساب القوة والهجوم وهي بدورها (نقطة قوة)له للتملص من قبضة الحشد الاخر ببقائه خلف الشاشة على خطوط العالم الافتراضي
٩-يتشابه الحشدان بمواصفات بينهما منها
أ- كلاهما مجموعة من الافراد
ب-سرعةالاستجابة للاوامر والتعليمات
ج-الاعتزاز بالانتماء للمجموعة
د-القدرة على صناعة التأثير
١٠-مالذي يدعو المتابع السياسي ان يقارن بين هذين الحشدين
ربما نتيجة الازمات التي مرت بالبلاد وكان الحشدان موجودين في صناعة عناصر الاحداث وتفكيكها أو لأن تغيير قواعد الازاحة والتزحلق دفعت (الصناع) الى عالم التحشيد والتحشيد المضاد اقراراً منهما ان المهمة خرجت من طاقة الفرد الى طاقة المجموعة فتطلب مضاداً نوعياً لانجاز المهمة
١١-يبقى عالم الحشود جديدا على عيوننا وشاشاتنا بهذه السعة والقوة ويبقى (سر) قوتها (مزيجاً)من صاعق ديني ومتابعة تربوية وتراكم تاريخي لقصص بطولية ومرجعية (زاهدة)
أقنعت بحياتها الشباب
فتسابقوا على ركوب (اللوريات) الذاهبة الى ميادين القتال في ظهيرة حزيران وهم صائمون بشفاه متفطرة من العطش والجفاف وحرص الحصول على بندقية لقلة البنادق يومذاك
النائب عباس الجبوري
عضو لجنة العلاقات الخارجية