29 Jun
29Jun

محمد عبد الجبار الشبوط

كتب كثير من الكتاب العرب ، مثل مهدي عامل وبرهان غليون، عن الدولة الطائفية. فيما يلي خلاصة الكلام في الدولة الطائفية واثرها السلبي على فكرة الدولة الحضارية الحديثة


- الطائفية الطائفية  هي انتماء الأفراد أو الجماعات إلى طوائف دينية أو مذهبية محددة، تكون الأساس لهويتهم الاجتماعية والسياسية. يمكن أن يتسبب الانتماء الطائفي في تشكل جماعات متماسكة تحت مظلة طائفية معينة، مما يعزز الانقسام بين مختلف الطوائف في المجتمع. تكون الطائفية سبباً رئيسياً في ظهور التوترات والصراعات والنزاعات الاجتماعية والسياسية إذا تم استغلالها لتحقيق أهداف خاصة أو مصالح ضيقة.


- الطائفية السياسيةالطائفية السياسية هي ممارسة السياسة بناءً على الانتماءات الطائفية، حيث تصبح الطائفة مركز السياسة وصناعة القرار. في هذا النظام، يتم تقسيم المناصب الحكومية والسياسية بناءً على الانتماءات الطائفية بدلاً من الكفاءة أو الولاء الوطني. يؤدي هذا النوع من السياسة إلى تعزيز الولاءات الطائفية على حساب الوحدة الوطنية ويعزز الفساد والمحسوبية.


- الدولة الطائفيةالدولة الطائفية هي الدولة التي تقوم بنيتها ونظامها السياسي على الطائفية، حيث تعتمد تقسيم السلطات والمناصب الحكومية على أساس الانتماءات الطائفية. في هذا النوع من الدول، تكون الطائفة هي الأساس لهوية المواطنين، مما يعزز الانقسام الاجتماعي ويضع ولاءات الطائفة فوق الولاءات الوطنية. تصبح القرارات والسياسات في الدولة الطائفية تعتمد على رضى الطوائف المختلفة بدلاً من المصلحة العامة، مما يعيق النمو والتقدم.


- الدولة الطائفية عقبة أمام الديمقراطيةالدولة الطائفية تعتبر عقبة أمام الديمقراطية لأنها تُعطل مبدأ المساواة بين المواطنين. في الديمقراطية، يتم اختيار القادة والممثلين بناءً على الكفاءة والبرامج السياسية. أما في الدولة الطائفية، فالمنصب يعتمد على الانتماء الطائفي. هذا التشويه لمفهوم المساواة يمنع التداول السلمي للسلطة ويعرقل العدالة الاجتماعية، مما يؤدي إلى تآكل الثقة في النظام السياسي.


- الدولة الطائفية عقبة أمام المواطنةالدولة الطائفية تعيق تحقيق المواطنة الحقيقية حيث تُعطي الأولوية للانتماء الطائفي فوق الانتماء الوطني. في مثل هذه الدولة، تصبح حقوق الأفراد وواجباتهم مرتبطة بطائفتهم وليس بكونهم مواطنين. يؤدي هذا إلى تهميش بعض الفئات ويعزز التمييز، مما يقوض مفهوم المواطنة الحقيقية التي تقوم على المساواة والعدالة والولاء للوطن.


- الدولة الطائفية عقبة أمام الدولة الحضارية الحديثةالدولة الطائفية تعرقل بناء الدولة الحضارية الحديثة التي تعتمد على مبادئ المساواة والتعددية والعدالة والتنمية الشاملة.

 إن اعتماد تقسيم السلطة والسياسات الوطنية على أسس طائفية يقيد الإبداع والابتكار ويحد من المشاركة الفعالة لجميع فئات المجتمع. بدلاً من ذلك، تصبح الأولويات مرتبطة بإرضاء الطوائف المختلفة، مما يعيق التقدم والنمو ويحول دون تحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للشعب.


في الختام، تُعتبر الطائفية، وخاصة عند تحولها إلى طائفية سياسية أو دولة طائفية، من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات التي تسعى لتحقيق الديمقراطية، المواطنة الحقيقية، والتحضر. لذا، من الضروري تعزيز قيم الوحدة الوطنية والانتماء المشترك لتحقيق مستقبل أفضل.
#الدولة_الحضارية_الحديثة

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن