كتب : د.جعفر الونان
كان ذلك قبل سنوات. كان الفقراء بلا صوت وكان العراق غارقاً بـ" السكون" و" الخوف " و" الصمت الخجول"
لم يخطر على بال أحد أن تتحول عباءة وضمير ومنبر وجمعة إلى ثورة، نعم ثورة كبرى في بناء الإنسان بعد موجات من الجهل المقصود.
خاطب السيد الشهيد الصدر الثاني الضمير والعقل معاً، وتمكن من إحياء مجتمع تربع عليه الجهل والانكسار والخمول.
لم يكن للسيد الصدر فضائيات ولا مجاميع الكترونية ولا أقلام مرتزقة ولا حواشي ولا هيئات اقتصادية ولا مواقع في الدولة، بل كل ماكان لديه هو الكلمة الصادقة النابعة من القلب اتصفت بالحرقة على المجتمع.
كان السيد الصدر يحمل مشروعاً كبيراً، مشروعاً تربوياً في تربية الإنسان وبناء المجتمع والتأكيد عل الأخلاق وكف الأذى والعمل على مصلحة عامة المجتمع والشعور بوجعهم.
استكمال مشروع الشهيد الصدر يتطلب نزولاً حقيقياً لمجتمع الصفيح والفقراء والمختفين عن عيون الاهتمام ومن لا باب لهم سوى باب الله، المركونون في خانة الاهمال.
اختار الشهيد الصدر أن يبتعد عن طريق الصمت المطبق والمنابر المجاملة وصلوات الكراسي و التأريخ المجامل للظلم والطغيان والاستكبار .
ومع استذكار ذكرى استشهاد الشهيد الصدر الثاني ونجليه من الضروري أن يتحول فكر الشهيد إلى مشروع بناء الإنسان والمجتمع ،ولابد أن ينشغل المحبون والمنتمون له في بناء المجتمع بعيداً عن اذا كانوا في السلطة أو بمن طلقوها مع وقصورها، فخير السلطات قلوب الناس وخير الناس من نفع الناس!