كتب : أ. علي هترو حويزاوي
إن الدولة هي التي تصنع شعبها عبر مؤسساتها وخططها ومشاريعها وسلطتها الإعلامية، ولكن هذا الأمر مفقود لدينا!!
ومحركات صناعة الشعب ليست بيد الدولة!!!
وإنما بيد من يريد للعراق أن يعاني من استلاب الهوية، والجهل، والصراعات الطـ..ائفية والتشتت وتسطيح الوعي أو الوعي الزائف!
فلايتم توظيف مقدرات البلد وأمواله وخيراته في حماية كتلته البشرية وضمان أمنها وتحصين نسيجها من الاختراق!!
والمحافظة علی رصيدها الحضاري وموروثها وعاداتها وتقاليدها التي تشكل هويتها!!
لذا تشاهد وبشكل محزن الانفلات الأخلاقي والقيمي عموما، وضرب الثوابت، واستغلال حرية التعبير بشكل بشع، فنحن مجتمع بلا قيادة ولاتوجيه ولاقانون قوي يضبطه!! مجتمع تحركه:
- وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات الممولة التي تضرب كل شيء، وتمس كل شيء، الخاص والعام!!
٢ـ الكثير من القنوات الفضائية المحلية العائدة للأحزاب، وغيرها من القنوات المدعومة من الخارج والداخل، تسهم في تدمير المجتمع وتصدر إليه السوقية والابتذال وتعصف بنسيجه!!
٣- مجموعة الـ mbc وتشويهها للواقع العراقي مابين تصويره كمجتمعٍ منحل أو مجتمع الغابة أو مجتمع متخلف يظن بعض أفراده أن الأسد ليس له أسنان!! ، أو مجتمع يعاني من الفقر المدقع حتی تتصدق قناتهم علی العراقيين!!
٤- رتابة الخطاب الديني وتحميل الفرد والناس كل المسؤولية وهذا يؤدي الی مزيد من التشرذم والتشتت والنفور!!
وبين هذا وذاك يتم استخدام أبناء البلد نفسه في تحقيق هذه الصناعة ونجاحها!
عزيزي القارئ، اِعلمْ أن الفعاليات الجماعية التي يقوم بها شعب من الشعوب، بغض النظر عن أصلها، فقد تكون مرتبطة بهويته الدينية العقدية، أو الحضارية أو الثقافية أو التأريخية، هذه الفعاليات تقف عائقا أمام صناعة الشعب كما يريدون له أن يكون!! أي أن الماكنة التي تمتلك محركات صناعة الشعب خارج إرادة الدولة؛ تزعجها الفعاليات الجماعية التي ترمم النسيج وتستدعي الهوية؛ لهذا عزيزي، لا تستغرب الهجوم علی موسم عاشوراء وموسم الزيارة الأربيعية والزيارة الرجبية وغيرها من المناسبات الجماعية المليونية!!
السؤال الآن:
متی تلتفت الدولة إلی شعبها وتحميه مما يعصف به ويراد له؟؟!
ـ كتبت ما كتبته لأني رأيت حملة غريبة خبيثة، تقوم بها صفحات كثيرة في وقت واحد.