29 May
29May

كتب : الدكتور اكرم الحكيم 

بمناسبة الردود.الشعبية الواسعة الغاضبة في العراق على الشعارات والهتافات التي رفعها مؤسسون ومؤيدون لحزب البعث الاردني في احتفالية التأسيس قبل ايام في عمان (والتي مجٌدت صانع جرائم الانفال وحلبجة والمقابر الجماعية وابادة كوادر وقادة القوى الوطنية العراقية وتهجير مئات الآلاف من ابناء العراق.. والعدوان على جيران العراق )ودعت لاسقاط النظام السياسي المنتخب في العراق وتوعدت بإعادة مجرمي البعث   الى السلطة في بغداد ..

بعد ردة الفعل العراقية الواسعة خرج علينا  الناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردن محمد خير الرواشدة  في تصريح لـه :

{ إن "حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب أردني ناشط على الساحة السياسية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، وقد استطاع الحزب توفيق أوضاعه بموجب قانون الأحزاب النافذ"...وبعيداً عن ما جرى تداوله من آراء، فإن "الحزب يعمل داخل حدود المملكة الأردنية، وبرنامجه وأهدافه وشعاراته تستهدف عناوين اللحظة السياسية في البلاد"، مضيفاً أنه "لا يسمح لأي حزب أردني بالعمل خارج حدود المملكة أو أن يتلقى دعماً أو توجيها من الخارج"
وأنه مرخص كحزب أردني، ونشاطه يجب أن يلتزم بأحكام القانون وتقاليد العمل الحزبي محلياً والتي تتجسد في التعبير عن قواعده وتمثيلها"...}

الموقف العراقي كان واضحا وواعيا ودقيقا (سواء مااعلنته اللجنة البرلمانية ذات العلاقة في مجلس النواب العراقي او ماتحدث به رئيس الوزراء الاسبق في اجتماع جماهيري او ماكتبناه ونشرناه يوم أمس من تغريدات)..وخلاصتها :

{ ‏أن تُجيزالحكومةالأردنية حزبا سياسيا ينشط داخل المملكة،فهذاشأن داخلي لا يحق لنا التدخل فيه سوى إبداءالرأي ..

  أماأن يرفع المؤسسين والمؤيدين لذلك الحزب في إحتفالهم شعارات وهتافات تدعو لإسقاط النظام السياسي المُنتخب في العراق وتتوعٌد بإعادة الحقبة الصدامية السوداء في العراق فهذا أمر آخر ..}
المتحدث الرسمي الاردني ،اما انه لم يطلع على نصوص الاعتراضات العراقية ( وهذا مانستبعده،لأنها انتشرت في اغلب وسائل الاعلام العراقية ).
او انه يريد تضليل الرأي العام العراقي والعالمي من خلال تجاهل ماقام به المؤسسون للبعث الاردني في احتفال رسمي لهم بمناسبة انطلاقة الحزب العلنية ..اي تمجيدهم لصانعي مجازر الانفال وحلبجة والمقابر الجماعية والعدوان على جيران العراق ..و...و دعوتهم لإسقاط النظام السياسي المُنتخب في العراق وتوعدهم بإعادة عصابة الحقبة البعثية السوداء الى السلطة في بغداد ثانية ..
ولم تكن هذه هي المرة الاولى في الاردن ..بالرغم من المواقف العراقية الحكومية الإيجابية تجاه الاردن..
مثل غض النظر عما تقوم به ابنة  المجرم صدام بالنشاط الإعلامي والسياسي ضد النظام السياسي العراقي ..او ماقام به مجموعة من الاردنيين في احتفال رسمي اقامته السفارة العراقية في عمان بمناسبة اليوم الوطني لاحياء ذكرى المقابر الجماعية وغيرها من ممارسات استفزازية..وتدخل في الشأن العراقي الداخلي ..ننصح دوائر القرار في البلد الجار بعدم اللعب في النار في هذا الملف الحساس الذي يستفز مشاعر الملايين من العراقيين من ضحايا الحقبة البعثية السوداء وهم من مختلف الانتماءات القومية والمذهبية والدينية والحزبية والمناطقية ..لان لصبر ضحايا حقبة القمع والدكتاتورية حدود.

يحرص العراق شعبا وحكومة وقوى سياسية على علاقات طيبة مع كل جيرانه ..تقوم على المشتركات وعلى مبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي لكل بلد ..






تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن