02 May
02May


١-جامعة كولومبيا هي جامعة خاصة تأسست في نيويورك عام ١٧٥٤ قبل الثورة الاميركية واطلق عليها اسم جامعة (الملوك )نسبة الى الملك البريطاني جورج الثاني وبعد الثورة الامريكية تم تغيير اسمها الى جامعة كولومبيا نسبة الى المكتشف (كريستوف كولومبس )ولازمها هذا الاسم الى الان


٢-تخرج من هذه الجامعة ثلاث رؤوساء اميركان وهم (باراك اوباما وفرانكلين روزفلت وتيودور روزفلت وكذلك تخرج منها٧٣ رئيس دولة من دول العالم والعديد من الوزراء والحكام والادباء والمفكرين الحاصلين على جائزة نوبل كما تخرج منها المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد فهي جامعة طلابها من اولاد الطبقات الغنية ومن اولاد الحكام واصحاب الشأن هناك
٣-تفاعل طلاب جامعة كولومبيا مع مأساة غزة المستمرة من قبل 200يوم وخرجت بتظاهرات واعتصامات ونصب خيام (تخييم)معلنة استمرار الرفض لما يجري هناك مطالبة بوقف اطلاق النار والموت على غزة وحجب تصدير السلاح الى الكيان الصهيوني المشغول بذبح غزة من الوريد الى الوريد فتميزت صورتان في مشهد كولومبيا فهناك الابناء يدرسون ويتظاهرون ضد آبائهم الذين يحكمون في الولايات الاميركية المتعددة
٤-السؤال السر هو كيف تأثر الطلبة هناك ومن أشعل شرارة الثورة والتظاهر فجاءت الاجابات متعددة ومتنوعة وكما يلي:-
أ-وسائل التواصل الاجتماعي كان لها الدور الاهم في اثارة وتجييش الشارع الطلابي وكان رائداً في التوصيل والتحفيز والحفر في ذاكرة الشباب
ب-ابناء الجاليات الاسلامية والعربية الذين اصبحوااعداداً كبيرة واصبحوا مؤثرين هناكخصوصا ان معظم الاباء من المطاردين السياسيين ولديهم اهتمام بالقضايا العامة
ج-التزاوج والمصاهرة بين أبناء العرب والمسلمين من الفتيات الاميركيات ونشوء التأثير المتبادل بينهم
د-الملل من سماع الرواية الاسرائيلية لكل مايحدث تحت لافتة (معاداة السامية)مما دفع الشباب الى البحث عن الوجه الاخر للقصة الفلسطينية وجذورها الحقيقية
هـ-الطبيعة العلمية للطلاب تساعد على البحث والتنقيب والتفاعل مع الاشياء الاخرى
و-حجم المأساة الكبير والقاسي دفع الكثير الى التعاطف مع مجازر غزة التي تزداد يوما بعد يوم
ز-طريقة التفاعل اليومي المحسوبة بميزان الربح والخسارة دفعت الكثير من دافعي الضرائب الى الاستفسار عن (الجدوى الاقتصادية والسياسية) من الدعم والمشاركة في التدمير والقتل في غزة ح-ردة فعل المشاهدين من احتكار الفضائيات من قبل جهات تحجب الحقيقة بتعمد وانحياز لصالح الجاني وبحصار خانق للمعلومة والصورة من الطرف الاخر (الضحية)
ط-تفاعل الاساتذة والكادر التدريسي مع موضوعة انسانية (غزة) ومشاركة الطلبة في مشاعرهم وآرائهم ساهم كثيراً على انتشار قصص الموت والجوع والدموع واصبحت رواية مشتركة بين الطرفين فازدادت اشتعالاً وتمددا
الجامعات فخ انتخابي لبايدن :
_الاساتذة يتفاعلون مع الطلبة ويحمونهم وهذه من دروس الطوفان الطلابي
٥-الدراسة عن بعد والتعلم بحرية أثبت انه طريقة ناجحة يمكن اعتمادها في ايصال المعلومة ومتابعة التعليم وبأوقات غير محددة ولايحتاج الموضوع سوى عرض الدرس بأمانة علمية وحذر من التهويل والتدليس
٦-الاساليب القديمة في التعامل مع مظاهرات واعتصامات الطلبة واستدعاء اجهزة الامن والشرطة الى حرم الجامعات أسقط القيم والاخلاق والاعراف المعتمدة في العالم والتي حصنت الجامعة وجعلتها (حرماً آمناً) للعلم والمعارف وهنا رسبت الديمقراطية الاميركية في امتحانات نهاية العام بشهادات تنزف دماً ودموعاً وارادات وهذه قصة اخرى أظهرت الصناعة الديمقراطية ماركة ذات وجهين يمكن تزييفها من طرف واحد

٧-الجامعات في الدول العربية اختفت منها ن جداول ومناهج الدروس الانسانية والاجتماعية والدينية وتم ازاحتها من وسائل الايضاح والتعبير وتم الغاء الدراسة عن بعد (لعدم رصانتها)واكتفت الحكومات بالتعليم من قرب ومن السبورة السوداء فقط للحفاظ على سلامة العيون من التحديق في اجهزة الحاسوب والموبايل طويلاً وتحت رقابة اجهزة الرقابة للمحافظة على الامن العام وسلامة البلاد وتم اشغال الطلبة بالموضات وقصات الشعر ومسابقات الابداع العربية بالغناء والجمال والرقص الشرقي وتحطيم كل اهتمام اقليمي او عالمي بالانكفاء على داخل الوطن الصغير وحياة النمل والزواحف التي تخاف من طرقات احذية العساكر بتميعٍ وانحلال في حفلات البوب جي وصالات الادمان

٨-هناك من يرى ان (الربيع العربي )هو الذي ابتلع روح الطلبة واهتمام الجامعات بعد ان تم تكسير اسنان الشباب الديمقراطي تحت سياط السلطات والفقر والحصار من القريب والبعيد واحترقت الكلفة الزمنية والمكانية التي حملت رهانات الربيع الحالمة واستسلم الجميع لقدر الخوف والجوع والسبات

٩-يتسائل طالب من جامعة كولومبيا ماذا لو تم القضاء على غزة واخواتها وكيف سيكون المشهد التالي بعد غزة وبماذا سيبرر ازالة غزة من الوجود وهل ستصمد تبريرات السلطات بالابتعاد والبراءة وعدم الاستطاعة والانشغال بالمحلية والنأي بالنفس (ولاطاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) وانتاج مسلسلات التفاح الاحمر والهيبة الفارغة من الحقيقة والانتماء وهل ستحقق الوكالات الممنوحة لجنوب افريقيا وغيرها من الدول تغييراً ومكسباً وتعاطفاً ودموعاً وتسلية للمنتظرين الموت تحت ملاجئ غزة العميقة أم ستتهدم فوق رؤوسهم ويدفنوا تحت انقاضها



١٠-سيحاول المترفون ان يشيطنوا كل شئ بعد اليوم من البندقية الى القصيدة الى الدموع مروراً برغبف الخبز العابر براً وسيكتفي المساهمون باسقاطات (الخبز الذليل) المعجون بانكسار المرؤة والتسول الراكض خلف الرياح
١١-أما (حنظلة) الذي تركه ناجي العلي منذ خمسين عاماًواقفاً لايشتهي النظر الينا لكنه لن يمل من الوقوف (بصبيرته) ولن يفقد المفتاح الذي اعطاه اياه والداه قبل موتهما وهو يتلهى بأمل موعود لايعرف كيف سيصل اليه ولكنه سيلتفت اليه ولو كلفته الالتفاتة حياته لانه وصية أبيه

النائب عباس الجبوري عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن