١- حسب الاخبار المنقولة عبر الاسلاك الخلفية ان (السوداني )باشر ليلة أمس جولة على منازل سادة ..وشيوخ ..و سياسيين ..في سيارت شفافة الزجاج..تحمل ترميزاً الى أشياء تعرفها الشوارع والمارة على الرصيف والمجسرات..وحمايات بعيون الرادار
٢- السوداني يدشن (حملة تصفير تنهدات)وموسم علاقات (خاصة وعامة) ..كما رواها (اعلامي حاذق) …فدارت سياراته وأناخت ركابه في منازل (احبها وتحبه) من قبل فصل الخريف (المتعري) لاستقبال أمطار موسم يبشر بخير وفير..وبلهفة مشتاق عاد من سفرصبره ..الى (بغداد والشعراء والثوار والازهار والسمراء …والصور)..مع العرض شكراً للرحابنة من بغداد والبغداديين على الضفتين ..على الشعر والهوى..الذي يراقص دجلة كل مساء..
٣- التسلسل بجولة ليلة الجمعة…له (دلال ودلال ) واحدة بكسر الدال واخرى بفتحه… فمن مضارب (بني عامر) وشيخها المجاهد…الى منازل(الحكمة) من آل الفقه..ثم ليختم جولته في (خيمة أخوة زينب) …التي طرزت بعبارة ثقيلة في ميزان البطولات (لن تسبى مرتين)…وصدقوا ما عاهدوا الله عليه.. فمنهم من قضى نحبه…ومنهم من قضى حبه..وعاد من ريف دمشق على جناح براق …الى رملة النجف في وادي السلام…
٤- بدأت الجولة حسب درجات الحرارة للمحطات الثلاث.. فمن الدافئة ..الى المعتدلة…ثم الباردة…وهو (تدرج طبي وسياسي) يتجنب ارتفاع او انخفاض درجات الحرارة المفاجئة …لتكون الانتقالات محسوبة ..بلا نزلة برد أو جفاف حراري.. تتيبس منه الانوف… أو تحسده عيون (زرقاء) كانت ساهرة ..وتنظر من شباك معتم..
٥- قبل ان يغادر الى امريكا لصناعة (جسر )علاقات آمن ..مع الخارج الذي يغلي من حولنا..ونحن في عين العاصفة…قام بترميم (جسور الشوق القديمة)…مع إضاءة بحلة جديدة ..تتناسى بها (ماسمعت) وهي(تجادل في أمرها) ..لتستقبل غدها بقلبٍ سليم…وليعلن ان(جسر المسيب الجديد) سيكون آمناً …ولا احد يستطيع (تسليب ناظم الغزالي) بعد اليوم..
٦- مالحب الا للحبيب (الاول)…هذا ماردده أحد العارفين (بالحب القديم)…ليس بين(قيس وليلى)..و (عنتر وعبلة )…وانما بين(السودان والخزاعل) …وهو حب (ملكي)…يشيع في مواسم (قبل الحصاد) …أمام البيادر والعصافير..لتشهد لهم بذلك مناجل الحصّاد المبكرة ..وهي تقطع رؤوس السنابل الصفراء ..الممتلئة بخير الله…في كل سنبلة مائة حبة)…حبة بلغة القرآن ..وليس بلهجة العشاق على جانبي الغراف المتمايل مع سير موجه…غنجاً ومسرة..
٧- في استراحة الحاصدين بين ساعات الحصاد ..تتدلى عناقيد قصص قديمة وجديدة ..يتلهى بها الحصّاد ب(حسجة عالية) في حديث مفتوح عن القطاة والسنابل ومظفر النواب وطريق الكوفة السياحي..وصبر أيوب الذي أزهر في (مسطاح) القرية حكايات وعشق طاهر..في الاستراحة تجري حسابات الحقل والبيدر والرابح والخسران بكرم وسماحة …وهي تمر على سر القوة ..وقوة السر الذي يفترش القلوب ..حين تلتقي على ضوء النجوم …والشموع المنقوعة بنكهة الفراولة..وهي تضوع في خيمة كتب على جانبها بخط اليد….(لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ….أقفرتِ أنتِ وهنَّ منك ِ أواهلُ) للمتنبي الشهيد..
٨- ماذا تركنا ..وماذا عبرنا..والى أين سنمضي ايها المستحيلُ..في بحث يفتش في حواشي الليل عن (العشق العذري)الذي بنى أعشاش البلابل الطاهرة ..وبالغ في (زعله) حد النوم على خيوط من خيال الليل تراخت عليه أوداجه وهو يقلب عينيه على أعناق بيضاء ..تمنى وصالها ..بعد أن شغفها حباً ..وسحراً ..قبل موسم الجمعات المباركة..
٩- العالم من حول أعشاشنا…قال له :مابه…قال :لم يعد يتغزل ب (زرازير البراري)..ولا(بالطيور الطايرة) و راح ينشد كل صباح (سلامات )التي تبكي عيون الصقور ..وتحك في ظهور الغربة (كأنها جرب ) كما رواها النواب لمستمعيه في مقهى الحجاز الدمشقي…قال :ثم ماذا..قال: أنظر الى هذه الاشباح التي فوقنا …طائرات ..ومسيرات…وخيوط …و ومضات خاطفة…تتجول في سماوات المعلوم والمجهول (وهي تسترق السمع) من عالم الانس والجن بدون حياء…
١٠-حينما أنصتنا هذا الصباح للحديث القادم من أعشاش البلابل…كان ممتعاً في لحنه ..ومطرباً في حروفه…وموصولاً بلا أسلاك …وكان قوياً يراهن على أجنحته التي كانت مضمومة طوال صيف ساخن …أن يعبر المحيط …ثم يعود مع الطيور القادمة الى الشرق الدافئ …في (موسم العودة من هجرة النخيل)..الذي (جنن) الجواهري من طول سعفه …الذي يلهم الغسق والارق والشفق..والدموع والنحيب ..
عباس الجبوري عضو مجلس النواب العراقي