07 Jun
07Jun

كتب : د عماد جاسم


يروق لبعضنا ان يرتدي ثياب الطاووس عبر تجنيد طاقات الكتابة لنغالي في تعظيم الذات واكساء صفات النبوة عليها , مع تحقير متعمد للاخر ,  ويروق لمشرطنا ان يشرح ( بتشديد الراء طبعا ) في احوال الناس وطباعهم مستثمرين هذا الفضاء وقدرة الايصال المتاحة ,, وهنا تبرز الاسئلة الاخلاقية ,, لماذا نكتب ؟؟!!! ,, اي الاهداف المبتغاة من فعل التدوين ؟؟ من الذي يمنحنا حق التخوين والتجريح او حق التحليل الذي لايستند الى وقائع معروفة او حقائق مسلم بها ! ؟؟

الى اي مدى  سيكون لفعل الكتابة الدور النقدي الانساني او المسعى الجمالي ؟؟  يبدو انني اتجه نحو التعريف بالرقيب الداخلي دون ان اعلم ,, ويبدو اني افتش عن موانع تربوية رقابية !! ويبدو ان هناك من يجد فيها ضالته وانقاذه من كابوس الفراغ ,, وهناك من يعتقد انها نعمة التكنلوجيا الحديثة فلما التفريط بها ؟ ,, والمهتمون بالعلوم النفسية يعتقدون انها فعل تطهيري تمكن المدون من تفريغ شحنات غضبه في مواقع التواصل الاجتماعي معلنا عن نفسه المغيبة ونافثا حمم الشر او العويل او البكاء على اطلال الذكرى الشخصية او الجمعية ,, حينها سيحتفل بسعادات انية نتيجة ( اللايكات) والاعجابات التي غالبا ما تنطوي على اوهام واكاذيب مجتمعية  مكتفيا صاحبنا المدون طبعا بهذا التضامن الذي لايؤسس على فعل جمعي اخلاقي ومبدئي رصين , فاغلب المتفاعلين مه يعيشون متاهة فقدان الاهمية وتدني الشعور بالتضامن مع العمل الجمعي المؤثر والايجابي ولان الضمير نام منذ زمن تحت جبروت الخسارات والانكسارات الذاتية والجمعية فان الروح تواقة للانتقام من الحب والفرح والاعمال الجوهرية او الخدمة الوطنية والانسانية ,, انها رغبة تكسير التماثيل الجميلة التي يتقنها الكثيرون ولا مناص من التعريف بها  , كي نتقي هذيانات المتربعين على عروش الوهم والمغرمين في تسطيح الفعل الجوهري من ,, الكتابة ,,  فهي بالامكان ان تكون دليل تحضر ,, ويمكن ان يكون سحر بيانها طريق سعادة ومبتغى ارضاء للذات والمجتمع ,,, يمكن لسحر الكتابة ان يقي النفوس عوز الجمود العقلي  والركون الى الفراغ الهائل واللاجدى ,, ويمكن ان تستثمر لتبعث تلك الطاقات الايجابية بين افراد مجتمع يرنو لصناع حروفه ان يفتحوا لهم نوافذ الامل المرتجى ويطوعوا مواهبهم لتحصين الروح من براثن الوجع المر .


لابد القول اننا نكتب لنضيء , نكتب لنهدي ونتضامن , نكتب لنقوم ونساهم في اشعال غواية المحبة المطلقة , نكتب لتحسين بيئة اوطننا , لارشاد اجيالنا نحو نقاء السريرة  وا لتمسك باخر الرهانات انه الوطن والفعل الثقافي المتأصل والخارج من اتون التجارب   ,  نكتب لنهتدي لبعضنا ,, نحن العاشقون والمغرمون بفكرة العدالة وانعاش جذوة الامل والانتصار لقيم الخير والجمال .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن