13 May
13May

كتب : د. عماد جاسم 

 

ما ان تستجمع قواك وتنطق بمشروع او مبادرة تصحيحية او تجديدية بعد عناء التخطيط او البحث او تمحيص الفكرة، حتى تقابلك ردود التأجيل ،من رفاق العمل او شركاء المحنة ( ليس وقتها! ، ننفذها بعد الانتخابات بعد نهاية العام بعد تشكيل الحكومة.بعد الصيف،بعد رمضان بعد محرم   الخ) ،وبعد وبعد ، والقائمة تطول تحت ذريعة ان التوقيت غيرمناسب ،او حدوث ما يبدد او يسحق مشروعنا ! .

انه موال معتاد بل ونشيد مستهلك يضعنا في قافلة الشعوب الكسولة للأسف ، شعوب تبحث عن الخدر وخزائن التبريرات والمعوقات التي لا تنتهي .

يكفي ان تنطلق من زميل عمل مهزوم او سلبي او محبط ، حتى تتقافز على السن رفاقه كأنها البشرى ، وتخرج من افواههم على شكل ترنيمة انقاذ ، تضعهم في جبهة المدافعين عن الكسل الوظيفي الذين يحتفلون به بصفته الجدار المتصدي لانهار العمل التضامني الجاد ، وصولجان ارادة القفز على المصدات المزاجية التي يتقنها صناع الخمول من البارعين في اصطياد مفردات الجزع والتنمر على الناجحين بل من البارعين في تكبيل اجنحة الطائرين فوق حدود الروتين والمعتاد والبيروقراطية التي جعلتنا في ذيل قائمة المجتمعات المنتجة .

الكثير منهم يحمل في جيوبه صكوك التمجيد لذاته وتاريخه ومنجزه الذي لم يتحقق لأنه الاهم وان الكل يتتبع افعاله ليخسف بها الارض لذا فهو عازم ان يتحفنا في كل اجتماع   بحفنة تبريرات يختمها بأقوال باردة وسقيمة (،،ما كو حل ، بلدنا انتهى ، ما تصيرله جارة ، الشغل ما يفيد !؟) 

في حين يتسابق العالم في انتقاء مفردات التحفيز ومقومات الاصلاح والاعمار وتمجيد العمل بل وتعظيم ونشر قيم واناشيد الابتكار احتراما لذواتهم واعترافا بحق اوطانهم للعمل الجمعي المنظم الخالي من المنغصات ، يتسابق العالم لاستثمار الوقت والغناء بنبرة المحبين لمجتمعاتهم بروح تشاركية تضع لذة الذات او المكاسب الفردية في نهاية سلم الاهتمامات .


اذا ما عرفنا ان بناء الاوطان ،لا يمكن تحقيقه الا بتحقيق وجودنا المبدئي والاخلاقي افرادا وجماعات تصدح بفكرة العمل التضامني المبتكر وتقاوم كسل التبرير والتأجيل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن