21 Feb
21Feb

ان ثقافة أي فرد تتوقف على ثقافة الفئة أو الطبقة الاجتماعية التي نشأ فيها وينتمي اليها وأن ثقافة الفئة أو الطبقة تتوقف على ثقافة المجتمع كله الذي تنتمي إليه تلك الفئة أو الطبقة وبناء ً على ذلك فإن ثقافة المجتمع هي الأساس الذي تتفرع منه ثقافات الفئات أو الطبقات فيه ومن ثم تصدر ثقافة الأفراد .

لكن للأسف تعرض المجتمع العراقي في السنوات الماضية الى اشبه ما يكون بالزلزال الذي هدد ثقافة المجتمع العراقي لاسيما عن طريق ( السوشل ميديا ) من حرية مزيفة وديمقراطية عفنة ، ولن نبالغ إن قلنا انه قد تؤدي بالأجيال القادمة الى الهاوية عن طريق ما يسمى ( بالمشاهير ) فهم لم يكترثو بما يتم تصويره ونشره حتى أصبح موضوع الشهرة مثل العدوى لم يراعو حتى حرمة نشرهم خصوصا وان ( خورزميات ) السوشل ميديا تعتمد على نسبة المشاهدة والكارثة الاكبر انهم رغم محتواهم البائس التافه فهم يجنون الاف الدولارات عن طريق الاشتراك في قنواتهم ونسبة المشاهدة .

المجتمع العراقي شعر بالخطر والمدونين والصحفيين والاعلاميين والناشطين كان لهم دورا بارزا بالوقوف مع القضاء العراقي عن طريق وزارة الداخلية بالتدخل لوقف هذا الاستهتار بالنشر تحت ذريعة حرية الرأي !

واستشعار الخطر عن مدى تاثير هذه المشاهدات بالطفل والشاب والعائلة وما يعكسه من صورة تشوه واجهة وثقافة المجتمع العراقي امام العالم الخارجي لذا اصبح من الضروري ايقاف هذه المهزلة من خلال منصة ابلاغ عن اي محتوى او منشور فكان لمنصة (بلغ ) التي أنشأتها لجنة مكافحة المحتوى الهابط دوراً لايقاف كل من تسول له نفسه أن يؤثر سلباً على المجتمع ويسيء للذوق العام ولفكر الشباب.. والاجمل من كل ذلك التفاعل الكبير من قبل المواطنين في التبليغ عن أصحاب المحتوى الهابط ليحافظوا على ثقافتهم وحضارتهم.. فالاحصائية الاخيرة تشير الى ان المنصة تلقت اكثر من ثمانية وأربعون الف ابلاغ من المواطنين . ويعد هذا القرار الشجاع بمثابة بلسم ودواء لهذا الداء الذي انتشر كما ينتشر النار في الهشيم لأنه تسبب بتدني ثقافة وفكر شريحة كبيرة من الشباب لذا فأن هذه الخطوة تحسب للأجهزة الأمنية في المحافظة على القيم الأصيلة التي تربى عليها أبناء الوطن الواحد

 .ما أثار استغرابي ان اصحاب المحتوى الهابط لازالوا لغاية الآن رافضين احترام عقولنا فشاهدنا عدد غير قليل منهم قدموا اعتذارات عن محتواهم السابق في مقاطع فيديوية كلنا اطلعنا عليها

في السجن لأنهم كانو يعلمون انهم السبب في تجهيل المجتمع فالسجن ليس عقوبة فقط بل تقويم لسلوك الانسان، بعد الانتهاء من هذه الحملة المباركة لا بد أن نفكر في المرحلة القادمة التي قد تكون اصعب بعض الشيء لكن بالعمل لا شيء مستحيل اذ يجب التأثير على المجتمع وتخليصه من الثقافات غير الملائمة والصور المشوهة من خلال عرض وسائل تعليمية حديثة ملائمة للجيل الجديد وبرامج منتديات ناجحة وورش عمل تحثهم على الإصلاح وكذلك من خلال الاهتمام التربوي والتعليمي لإعلى مستوى وبالتالي تحسين مستوى الثقافة الاجتماعية .


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن