د محمد القريشي
الاستبداد موجود في كل مفصل من مفاصل حياة مجتمعاتنا : في البيت حيث يهيمن الذكر على الانثى والكبير على الصغير، ومن البيت تطفح هذه الهيمنة نحو البيئة المحيطة، كالمدرسة او العمل او الشارع وغير ذلك ….
في هذه المجتمعات ، يوجد رجال سلطة تخرجوا من مدارس الاستبداد ومارسوه في كل لحظة، وهناك ضحايا يقع عليهم اثر الاستبداد و لا ينتظرون العدل بل دورهم في الاستبداد …
من الصعوبة تصور بروز رجال (او نساء) دولة في هذه المجتمعات على المديات القريبة او المتوسطة ..،
رجل (او امرأة) الدولة هما نتاج حتمي للعدالة المجتمعية والمساواة والفكر النقدي والوعي والحضور الدائم للفنون والآداب في حياة الفرد والثقافة المؤسساتية.،
(يذكر احد المرافقين للرئيس الفرنسي الاسبق شيراك ، بأنه راقب الرئيس اثناء احد اجتماعات حلف الاطلسي، حين كان ضجراً خلال الجلسة، فوجده يتصفح "خلسة"، كتاباً حول الآثار والفنون الاسيوية)…
وفي ظل هذه الظروف التي ترزخ تحت وطأتها المجتمعات الشرقية تكون ( الابوية السياسية ) امتدادا طبيعيا لحالة (الاستبداد الاجتماعي) الذي مر فيه الفرد في بيته ومحيطه الخارجي ليصبح الطغيان اهم تجلياته!!