يراهن الكثير من المتابعين على امريكا بحساب قوتها العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية وحضورها الدولي كدولة عظمى تتفرد بزعامة العالم .
نعم بلا شك أن أمريكا دولة عظمى تمتلك من القوة ما يجعل المتابعين يراهنون على نجاحها .إلا أن الأمريكان أنفسهم لا يشاطرون الآخرين رهانهم ،لانهم ببساطة يعرفون إيران أكثر مما يعرفه العالم ...
-أن قبول إيران بالمفاوضات يعد نصرا الدبلوماسية الإيرانية بحد ذاته ،اذ تتمتع الجمهورية بالمطاولة والصبر الاستراتيجي الذي هو أحد أهم مرتكزات فن المفاوضات والتفاوض .
وعلى هذا الأساس فإن قبول الولايات المتحدة الأمريكية بالتفاوض فهي نقطة لصالح الإيرانيين وليس العكس .
- من جهة أخرى ؛ قبول الولايات المتحدة بشروط إيران على التفاوض غير المباشر نقطة أخرى تسجل لصالح الجمهورية الإسلامية.
وكذلك اختيار عُمان من قبل الإيرانيين بعد رفض اماكن مقترحة من قبل الامريكان كان خيارا إيرانيا أيضا .
- الاتفاق على جولة ثانية من المفاوضات غير المباشرة نقطة ثالثة سجلها الإيرانيون لأنها ستجعل الامريكان يتقدمون بعض الخطوات الإيجابية لإثبات حسن نيتهم ،وربما سنشهد أسبوعا يخلو من التشنجات .
- الملفات المطروحة على طاولة النقاش غير المباشر قد تمتد أو تتقلص حسب الجلسة الثانية في الاسبوع المقبل ،اذ يمكن القول إن جلسة اليوم بروتوكولية وان الجلسات المقبلة هي التي يحدد فيها القضايا التي يتفاوض فيها الطرفان .
- نعتقد أن ما أنجزه المفاوض الإيراني اليوم بداية لمشوار طويل يشبه إلى حد كبير النصر الدبلوماسي عام 2015 في لوزان ابان توقيع الاتفاق حيال البرامج النووي الايراني (اتفاق لوزان ) بعد مفاوضات ماراثونية استمرت لأكثر من 18 شهرا .
ولذلك علينا أن لا نتوقع حسم ملفات التفاوض بزمن قصير .
- ستعمل دول عدة في السر والعلن على إفشال المفاوضات وتحميل إيران نتائج الفشل ، ولذلك ستحرص إيران على نشر المعلومات على وسائل الإعلام ،وعرض نتائج جلسات التفاوض .
-بكل تأكيد أن الهدنة الإجبارية بين ايران وامريكا بسبب التفاوض هي من أكبر المكاسب الإيرانية في هذا الوقت الحساس بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023 وما تعرضت له فلسطين ولبنان من دمار وتصفية قادتها ورموز المقاwمة .
وهي فرصة للالتقاط الأنفاس في دول المحور .
د.مصطفى الناجي