1- فيلم الوكيل ..الذي تم عرضه على شاشة سينما المنصور في ساحة الاحتفالات ..كان أول فيلم قدمته مديرية الاعلام في هيئة الحشد الشعبي ..وفاءً وذكرى..لبطولات وتضحيات أبطال الحشد ..كما جاء في أدبياتها..
2- زمن الفيلم حوالي ساعة وبضع دقائق (روائي) ..تقاسم البطولة فيه الفنان اياد الطائي والفنان وسام ضياء مع مجموعة واعدة من شباب الحشد جمعها الحب للمساهمة بحماس في فيلم يقترب من الرصاص والتراب ومابينهما من أرواح شابة تتطاير من الفرح بالنصر والموت(الشهادة) …وهذه تحتاج الى نفوس شامخة لاتكل ولاتتعب بأجساد أرهقها الجري والسهر ..
3- اللغة السينمائية كانت حاضرة وبوفرة في ثنايا الفيلم بعناصرها المتعددة من(إضاءة -تصوير-اختيار الزوايا للتصوير-التركيب المكاني-انواع اللقطات-) فكانت اللغة السينمائية جامعة للجمال الفني وخادمة للنص ..وتلك أتقنها المخرج المتفائل كرار الميساني ومساعدوه فجاءت مبهرة للمشاهدين
4- دورة حياة الفيلم من البداية الى النهاية كانت عراقية (الوجه واليد واللسان) بصناعة سينمائية وطنية ..اشتكت من شحة التمويل المرصود للعمل ..وهذه يمكن تلافيها في أعمال قادمة بعد النجاح الواضح للوليد الاول (الوكيل)..
5- (الوكيل) إسم الفيلم الذي تم اختياره للعمل لايخلو من ترميز عالي الى أشياء عميقة وغيبية وتلك تفوح من الفيلم وانت تقطع به المسافات ..كلمة (الوكيل) فسرها بعض القرآنيين ب(الكفيل الذي يتكفل غيره)تحت ظل الاية (وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) ..وجاءت (الوكيل الذي ينوب عن غيره بعمل او توقيع) ..وهذه الوكالة او النيابة هي من أرادها الفيلم عبر لمسة العبور الى (الملائكة) واستدعاء من يجسد الوكالة فيه ..وهي لقطة عبور الفيلم الى مناطق اشتغال أبطاله وشهدائه
6- الضغط والاختصار في رواية المشهد القتالي للحشد والذي استغرق حوالي ثلاث سنوات وسكبه في ساعة واحدة بلاشك يحتاج الى مهارة استثنائية تجمع بين حقيقة الميدان وماجرى عليه وبين مستلزمات الشريط الفني الذي تحدد بوقت غير مسهب وغير مخل في تقديمه للجمهور فكان. وكان
7- ركيز الفيلم كان على سر من أسرار ملحمة الاندفاع والتطوع في الحشد الشعبي وهي من مفاعيله الحياتية قصدت بها(الغيرة ) التي تمظهرت بمطاردة حامل قاذفة الار بي جي لعناصر داعش برشاشاتها الآلية وهي مطاردة في العلم العسكري مطاردة (مقلوبة) وليست لصالح بطل القاذفة ولكن في حسابات الحشد تتسابق الغيرة والعسكرة ويكون الحسم دوما لصالح الغيرة في أعراف حشدية تتفرد بها هذه النماذج البشرية ..
8- الاطالة والتكرار في سير الارتال خلق تشويقاً لدى المشاهد الذي كان يترقب ان ينفجر لغم او يقع الرتل في كمين محكم أو تقصف من بعيد بقذيفة هاون او مسيّرة سوداء …وهي لغة (سمعية وبصرية) تم التواصل عبرها مع المشاهد الذي لم يشعر بمرور الوقت لديه
9-عندما ضجت قاعة السينما بالبكاء وباصوات مرتفعة لم يتفاجأ بها المشرفون والممثلون لانهم كانوا يبكون وهم يقرأون النص لأكثر من مرة …كانت مصداقية الحدث طاغية على سواها وهي تتغلغل الى عيون وقلوب المشاهدين ونبشت في ذاكرتهم التي لم تبتعد طويلاً عن ايام الحرب الطاحنة لما حولها ليلا ونهارا..
10 -هل تحققت الغاية المبتغاة من الفيلم التي اختصرت بالتوثيق والاشادة ولانعاش الذاكرة التي لم تسترح وهي تعود من الحرب …وتم نصب الكثير من الكمائن والمصائد على طرقات الازقة والجسور و بضجيج صاخب حاول ان يمسح الذاكرة بعد ان غسل الرماد بماء (غريب)كادت …وتحققت
11- رواية الحشد ..بدأت تتسع أوراقها وتتنوع ألوانها من صحراء السماوة حيث تطلع غابات النخيل الى عالم السينما والفن الرصين مروراً بمنتخبات الرياضة الى مصانع الذخيرة والمعدات...
كانت تجربة (فتوى)و(براءة شباب)..قال لها الصدق كوني فكانت تحت عين صافية ..ورب كريم(ولتصنع على عيني)..وأضيئت القاعة وانتهى العرض ..ولم ينتهي الشوق للمزيد
عباس الجبوري نائب في البرلمان العراقي