25 Mar
25Mar

بعد انقضاء خمس جولات للحوار الاستراتيجي في العراق بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية ،

استطاعت الصين أن تقطف ثمار هذا التقارب في وجهات النظر برعايتها لهذا الاتفاق في بكين .

 ولو نظرنا مليا لاثرها على العراق خصوصاً وعلى المنطقة عموما لوجدنا عدة نقاط تعود بالفائدة على المنطقة منها ابعاد شبح الحرب واستقرار العراق أمنيا واقتصادياً وتخفيف لحدة الصراع الطائفي واستقرار أسعار النفط والذهاب بمشروع التطبيع عن المنطقة ، وبذهاب أصحاب القرار في السعودية إلى الاتفاق مع الجانب الإيراني لأنهم أدركوا جيدا بأن الاستقرار في المنطقة لايتحقق من خلال حليفتها السابقة امريكا ،وايران وافقت على هذا الاتفاق لأنها تمتلك ملفات مهمة تخص الجانب السعودي والفضل يعود بذلك للدبلوماسية العراقية التي رعت جولات الحوار ونجحت في التقارب الايراني السعودي والاثنان تصرفا بمبدأ العقلانية بعيدا عن العواطف . 

واختيرت الصين لأنها حليف مشترك للطرفين ،فالعلاقات الصينية الإيرانية تنسجم مع العلاقات الصينية الخليجية ،فأختار الطرفين الصين لتقريب وجهات النظر وكذلك لان الصين تطمح لان يكون لها موطأ قدم في منطقة الخليج العربي ولأن الصين بحاجة ماسة للطاقة وهذه الحاجة ازدادت أكثر بعد الحرب الروسية الأوكرانية ،كذلك لان السياسة الأمريكية تراجعت في المنطقة لذلك كان لابد من هذا التقارب (الإيراني السعودي) لتحجيم دور امريكا في المنطقة والتقرب من روسيا والصين والابتعاد عن الاملاءات الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط وخروج العراق من تحت العباءة الأمريكية خصوصاً والمنطقة عموما وأن يصبح العراق سيد نفسه في موضوع الطاقة والاقتصاد والامن بعد أن كان تحت سطوة السياسة الأمريكية ويعد ضربة قاسمة لمخططات امريكا وكبداية جديدة على المستوى المحلي بالسماح للعراق بتصدير ٧٠٠ ألف برميل إلى الصين وهو مالاترضاه امريكا وكذلك استجلاب الأسلحة بعيدا عنها من خلال هذا الاتفاق خصوصاً أن دول التعاون الخليجي ومنها (السعودية وعمان وقطر والكويت والبحرين والإمارات) اصبحت تجد نفسها رهينة السياسة الأمريكية مما اضطرها للقبول بهذا الإتفاق ،كذلك تحويل موضوع التطبيع لمسار بعيد عن المنطقة لان كان هنالك من يرعى اتفاقيات التطبيع من قبل الجانب الأمريكي .

 واخيرا نجد أن بوصلة السياسة الجديدة في المنطقة تتجه باتجاه الصين ومن يقف ورائها من دول روسيا وإيران والعراق ودول الخليج العربي سيضعف دور امريكا في المنطقة وسيسهم على وجه الخصوص في ازدهار العراق اقتصاديا وأمنيا وسيحد من الصراعات في دول منطقة الشرق الأوسط ومنها العراق ولبنان وسوريا واليمن ، ولكن يبقى السؤال هو هل سنأمن عدم انقلاب المملكة العربية السعودية على حليفتها الجديدة الجمهورية الإسلامية بعدما انقلبت على حليفتها السابقة امريكا ؟

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن