30 Jul
30Jul

   كتب : غالب خزعل 


اتخذ مقعدأ كان يظنه متخلفا لكنه غير بعيد عن الناس , فأوجس في نفسه خيفة ان يكتشف امره وهو ثمل اغلق فمه لكي لايشم احد القريبين منه رائحة الخمر . سائلا قدميه التي اوصلته الى هذا المكان رافعا العتب عن عقله لانه محجوب بالخمره ولايحق له ان يعاتبه اذن العتب كل العتب على قدميه التي اوصلته الى هذا المكان الذي لم يفكر به في يوم من الايام ان يصل اليه ويجلس فيه ويتخذ مكانا مع علية القوم وهو لايعلم لمن هذا المقعد  أوذاك ويزداد باللوم على نفسه كلما جاء احد من الاكابر ولااحد يقول له قم هذا مجلس فلان التاجر او فلان العالم او الدكتور وصولا الى رجل الدين الذي يقدس في مثل هذه المجالس وكلهم يجلسون تحت قدميه التي قادته الى هذا الجمع الكبير الخاشع لانه جالس على متكأ ثم فرق بين هذا المجلس والمكان الذي يرتاده كل يوم وفيه هذه الطاوله محجوزه لفلان وتلك لفلان على رغم من حضوره مبكرا وان جاء فلان لابد ان يقوم كل جالسين على الطاولات احتراما له والا توبخ أو يؤخذ عليك انك قليل الادب ان لم توبخ وفي معظم الاحيان تؤخذ للتحقيق وأما ترجع وإما لاترجع نهائيا لان الذي حضر هو في اعلى درجات القياده والرجوع الى اهلك حسب تفاوت الدرجات القياديه ومضى بهذه المفارقه الى الخدمه في المجلس وكلمات الترحاب والاعتذار منه ان قصروا في خدمة ما وعلى الرغم من الحزن بذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام فإن الابتسامة لاتفارق محياهم , بخلاف ذلك المكان الذي يرتاده كل يوم تفرغ فيه الجيوب لقاء كل خدمة يقدمونها مع عبوسة وجوه الخدم نعم الخدم وهذا المجلس اكابر الناس من اهل المال والجاه والختياريه يخدمون وهم الذين يقومون بتقديم الشاي وخدمات التنظيف والغسل وكل خدمة صغيرة او كبيرة بالمجان ولايريدون من الجلاس غير رضاهم وعلى الرغم من ثمالته , الا أنه ادرك خطأ ماكان يصنع ويذل كرامته وهو يرى في هذا حفظ كرامته وكأنه واحد منهم . فقال في نفسه ماذا لو عرف احدهم اني ثمل وحاضر في المجلس قد يكون لي ماتحمد عقباه واقل ذلك اطرد من المجلس غير نظرات الحاضرين التي يكون اصغرها الاحتقار ساغلق فمي ولا اتحدث مطلقا خشية ان تفوح رائحة الخمر منه ويكتشف امري وسيكون عتابي شديدا على قدماي التي قادتني الى هذا المكان  المحترم والمقدس عند اهله فظل على هذا الحال حتى وصل الخطيب وبدأ الناس بالترحيب وبعلو الصلوات على محمد واله , وما ان عاد المرحبون بالجلوس لمحني احدهم  في اوج شبابه وقال مابك لاتختنق والمجلس مكتظ بالناس حاولت اجابته بالاشاره لكنه لم يفهم وهنا لابد لي ان اهمس في اذنه وبدأت بالاعتذار وهو يرد علي لا داعي للاعتذار تحدث مابك والا نطلب لك الاسعاف وبذلك لم يمهلني بتدبر العذر فاجبته سريعا اني ثمل  مع جهوزيتي للتوبيخ الذي تمنيته لكن اجابته بحلم الكبار كانت اشد ايلاما علي من اي توبيخ او اهانه او نظرة احتقار فاجابني كما اجاب النبي يوسف عليه السلام ( لاتثريب عليكم اليوم ) اصغي لما يقوله الخطيب عن الامام علي الاكبر عليه السلام وستعرف ان مجيئك لهذا المجلس لم يكن عبثا وانما ليضيء لك الطريق ويهديك كما اضاء للشباب اجمع طريق  الهدايه والحريه حتى قطع الخطيب حوارهما وبدأ يعرف بالامام علي الاكبر وعمره الشريف ومدى طاعته لله ولوالديه فتذكر استسلام اسماعيل ابن النبي ابراهيم عليهما السلام حينما اقدم على ذبحه رضا لله اذ وصل الخطيب لرؤيا الامام الحسين عليه السلام واسترجاعه فاجابه علي الاكبر (اولسنا على الحق ياابتي , فاجابه الامام الحسين نعم والله , اذن لانبالي ان وقعنا الموت او وقع الموت علينا مادام لله فيها رضا ولامة جدي فيه هدايه وصلاح ) فخر الشاب مغشيا عليه من شدة البكاء على ماألم بأهل البيت عليهم السلام وعلى شدة مافرط في سني عمره الماضيه ولم يعرف عنهم شيئا وعاهد الله والحاضرين بعد ان قص عليهم فرط معصتيه لله التي كانت سببا بابتعاده عن اهل البيت على انه لم يتخلف عن المجلس وطلب منهم مساعده بان يكون خادما مادام هو يتنفس ...

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن