09 Jul
09Jul


بقلم / د. ايناس الربيعي

أظهرت العديد من الدراسات العلمية بأن الانسان مسؤول فعليا عن تغير المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري فعلى مدار ال(200) عاما الماضية تسببت الأنشطة البشرية في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ فمتوسط درجة الحرارة ارتفع عما كان عليه منذ أواخر القرن التاسع عشر قبيل الثورة الصناعية لتكون العقود الأربعة الأخيرة الأكثر دفئا من أي عقد سابق ، حيث يمكننا القول ان ارتفاع درجة الحرارة ليست سوى البداية لان الأرض عبارة عن نظام حيث كل شيء متصل لذا فان التغيرات التي تقع في منطقة معينة يمكن ان يؤثر على مناطق أخرى وهذا يعني ان تغير المناخ من الممكن ان يؤثر على صحة الانسان وقدرته على الزراعة والسكن والعمل دون ان يفوتنا الإشارة الى ان بعض الافراد يكونون اكثر تأثرا بتلك التغيرات من غيرهم ولاسيما من يعيش في البلدان النامية والمناطق الجزرية الصغيرة الامر الذي يضعنا امام خطر المجاعة وارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع عدد لاجئي المناخ ، لنكون بذلك امام تحديات كبيرة ولاسيما في مجال الطاقة والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح الامر الذي قد يؤدي الى تقليل الانبعاثات المؤدية لتغير المناخ ، وتأسيسا على ذلك يتطلب العمل المناخي استثمارات مالية كبيرة من قبل الحكومات والشركات لكون التقاعس عن ذلك سيكون اكثر تكلفة بكثير، وانطلاقا من ذلك كان المؤلف الذي بين أيدينا احد المؤلفات التي تبادر الى مناقشة موضوع التغير المناخي في أثنى عشرة فصلا تناول في الأول منها المفاهيم والتعاريف سبقها مقدمة الكتاب التي مثلت عرضا وافيا لموضوع البحث وبما يمثل تمهيدا لما سيتم مناقشته في فصول الكتاب التالية والتي تناول الثاني منها ( غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) والذي بين من خلاله تأثير ارتفاع درجات الحرارة على التغير المناخي داعما ذلك بالمخططات البيانية والحقائق العلمية التي تدعم رأيه بخاتمة تلخص محتوى الفصل بما يعين القارئ على فهم ما سبق وان تم عرضه في متن الفصل. ليكون الفصل الثالث والمعنون ( البشر وتغير المناخ ... التأثير المتبادل) معنيا في البحث عن المحرك الرئيسي لتغير المناخ الا وهم البشر مع بيان تأثير تغير المناخ عليهم وعبر توضيح مخاطر وسلبيات ذلك التغيير على الوجود الإنساني والتراث العالمي بكافة جوانبه ، ليكون محور الفصل الرابع ( البيئة وتغير المناخ ... التأثير المتبادل) والذي نجد انه أستكمال لما تقدم من فصول وأكثر أرتباطا مع الفصل السابق والفصل الخامس من الكتاب .

ليكون الفصل السادس والمعنون ( تغير المناخ والامن الإنساني والبيئي) والذي بين المؤلف انه تجاوز بهذا العنوان المعنى التقليدي لمفهوم الامن ليكون محوره تحقيق الامن العالمي وجوهر الحياة البشرية من خلال القدرة على العيش بكرامة في مواجهة الكوارث المتنوعة التي تقوض الامن البشري شاملا الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وليس حصرا على الحقوق القانونية . 

ليكون محور الفصول التالية السابع والثامن والتاسع تأكيدا للأفكار التي انشأها المؤلف في ما تقدم من فصول الكتاب ، وتأسيسا على ما تقدم فقد انطلق المؤلف في الفصل العاشر والحادي عشرة لاستعراض الوضع العراقي وبيان اثار تغير المناخ على العراق مستعرضا لكافة الجوانب والتي يجدها المؤلف تمثل التأثير المباشر والمسبب الرئيسي للتغيرات التي طرأت على البيئة في العراق وجعلتها بيئة هشة وتأثير ذلك على الحياة بكافة مفاصلها في البلد الذي تتابعت عليه الحروب والأزمات لعقود متتالية والتي كان لها تأثير سلبي على المناخ في كافة القطاعات والنواحي ، ليكون الفصل الأخير محورا لاستعراض لاتفاقيات الدولية ذات الصلة والتي حرص المؤلف على ان تكون ختاما لمؤلفه الذي نجده جامعا ومستعرضا لكافة جوانب اضطراب مناخ الأرض وما يخلفه من آثار خطيرة على الحياة في الحياة على سطح الأرض والمجتمعات البشرية وهو ما يؤكد كون التغير المناخي ليس بالحقيقة المغيبة بل هو واقع مرير تهدد الكوكب وسكانه.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن