( الى انظار السيد رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي )
نعيم عبد مهلهل
أمس وفي نقاش مفتوح مع رجل أعمال عراقي يسعى لخدمة المشاريع الوطنية النافعة للناس ، وأنا اصغي له حين يتحدث عن طموحات واحلام يتمناها كمشاريع تنموية تنهض بمدن الأهوار ،وكان يسمي قضاء ام الودع آخر امكنة السلالات السومرية ، ومتى تم الاهتمام بها فستسري الاهتمامات الاخرى تدريجيا الى باقي مدن الاهوار في محافظات الناصرية والبصرة وميسان .
واتذكر أني سبق لي في واحدة من مهام رسالة النهوض بعالم الاهوار كنت قد كتبت تدوينات حول افاق النهوض بعالم الاهوار وتحسين الخدمات البيئية والصحية والتربوية في مجلة أسمها (( الاهوار )) أصدرتها وقتها بدعم من فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد يوم كان وزيرا للموارد المائية وهو من دعم مشروعي في أصدار كتابين عن الاهوار وسيناريو فيلم سينمائي ، ووقتها طرحت على فخامته فكرة انشاء جامعة الاهوار وقال : إنها فكرة جيدة ولكنها ليست من اختصاص وزارته ، أنما الأمر يحتاج الى أن الدولة تدعم واحدا من المستثمرين أو المختصين وتسمح له بانشاء تلك الجامعة.
والآن في نقاشي مع رجل الاعمال العراقي وكذلك صديقي علي الغريفي رئيس تحرير جريدة المواطن ، لمست منهما تقبلا لتلك الفكرة والحماس ، لتعود بي الرغبة أن يُعطى الضوء الاخضر له ليباشر بمشروع حضاري وتربوي لم تفكر ام الودع ان تناله في يوم ما ، وما على الدولة فقط هو منح الاجازة والارض وتسهيل المعاملات الادارية لبناء هذه الجامعة .
وام الودع هي جزء من التراث الحضاري لسومر وسلالاتها ولم ينقب بعد ، وقد ذكر لي الصديق الغريفي ان الدكتور الراحل الاثاري عبد الامير الحمداني اخبره ان اهوار ام الودع تحوي على كنوزا اثرية لم تنقب بعد .
جامعة ام الودع التي تنتظر الضوؤء الاخضر والمباركة من لدن السيد رئيس الوزراء والسيد وزير التعليم العالي تقوم على الرؤية التالية :
ـــ أختيار ارض واسعة في مدخل المدينة من جهة الناصرية او الجهة الاخرى الممتدة بين سوق الشيوخ والجبايش لتكون مكاناً لبناية الجامعة بكافة تخصصاتها .
ــ اختيار شركة هندسية للبناء والتصاميم لزيارة المكان ووضع التصاميم الكاملة على أن تراعي التصاميم الرؤية الهندسية لتراث مناطق الاهوار المتصلة بالتراث السومري العريق . حيث ستكون بناية مقر الجامعة ورئاستها هندسيا مستوحى من الطرز الجمالية لبناء مدن القصب والمضائف والعمارة السومرية . ثم تبنى عمادات الكليات العلمية والانسانية والاقسام الداخلية والاقسام العلمية والمطاعم والحدائق وباقي المرافق الاخرى.
ـــ تخدم هذه الجامعة ابناء مناطق حضرية كثيرة في محافظات الناصرية والبصرة وميسان وذلك لوجود طرق معبدة تربطها بمدينة ام الودع ، مثل مدن الناصرية والاصلاح وسيد دخيل وسوق الشيوخ وكرمة بني سعيد في محافظة ذي قار ، وابناء مدن القرنة والمْدَينة والهوير والدير في محافظة البصرة عبر مدينة الجبايش ،وكذلك ابناء مناطق العزير وقلعة صالح والسلام في محافظة ميسان .
ــ متى انشأت تلك الجامعة يمكن ان ينشأ معها مركز تخصصي للدراسات البيئية لتطوير بيئة الاهوار والحياة فيها . وتكون ايضا مكانٌ لتطوير الواقع السياحي حيث تكون الجامعة دافعا لتطوير البيئة المجتمعية في سوق العمل وتطوير الاسواق والمرافق الخدمية لعموم المدينة واهمها المطاعم والفنادق السياحية ، ومول ضخم يلبي حاجة السواح وزائري المدينة وطلبة الجامعة وكوادرها الادارية . وكذلك يمكن لكلية الطب في الجامعة ان تنشيء مستشفى تعليمياً يلحق بكلية الطب ويساعد الطلبة في دراستهم العملية والتطبيقية ، ويعالج المواطنين في نفس الوقت .
ــ تمتلك منطقة ام الودع ومدينة سوق الشيوخ والمدن القريبة منها كوادر علمية بشهادات عالية في كافة الاختصاصات ويمكنهم أن يساهدموا بأدارة الاقسام في الكليات والتدريس فيها .
أعتقد أن جامعة الأهوار ستكون صرحاً علمياً عراقياً وعربياً وعالمياً لأن المكان لايعني العراق فقط ، بل هو مكان عالمي تم اختياره من ضمن امكنة خارطة التراث العالمي من قبل المنظمة الأممية اليونسكو .وإنه سيكون نقطة جذب لطلبة العلم من كافة انحاء العالم .
هذه الجامعة التي يستطيع الاستثمار العراقي أن ينفذها وبكامل المواصفات ستكون صرحا علميا وجماليا في امكنة علينا أن نُعيد لها قدرها ومكانتها واهميتها ...
في انتظار الضوء الأخضر فقط.