كنب : نضال العياش
تقول إنني أبحث عن الحقيقة !ولكن من قال إن الفضيلة في الحقيقة دائما ؟
من قال إن الطبيعة بحتمياتها وعشوائياتها الحاكمة لاتحتاج الى الوهم أو التوهّم والتحايل ؟
العلم ضرورة للحفاظ على الحياة وجوداً وقيمة ، ولكنّه في الجانب الآخر ألا يقود الى العدمية والقلق ؟
مشكلة الإلحاد والعدمية رغم قوّة وخطورة منطلقاتهما العلمية إلا أنهما يجعلان من العلم بديلاً عن ذلك الإحتياج المغري والغامض التي تتوق اليه النفس البشرية وتتمسك به ، اعني تلك الروحانيات المطمئنة التي لايوفرها العلم ولايفسّرها لأنه يتعالى عليها ، العلم لايوفر جميع الإجابات على الأسئلة الوجودية المستمرة التي أطلقها الإنسان منذ بداية وجوده ، الأسئلة التي تعبث بالعقل أو تقوده الى الإبداع ... هذه الفجوة الأبدية لم يملأها العلم ولا الفن ، الدين وحده هو القادر على ملئها و ردمها ..
لكن هل في الإمكان تحييد الدين وقصره على الوظيفة الروحانية ؟
هل يمكن تحويله الى مجرّد موظف مرفوع اليد أو الى قسم مهمل في مؤسسة ادارة الحياة ؟
لايمكن للدين أن يرضى بذلك ، لايمكن أن يسكت وهو يشهد انهيار الأنظمة الأخلاقية التي أسّسها أو حرسها لآلاف السنين ..
العلم ينشد الحقيقة الرياضية مهما كانت فادحة ، والدين ينشد الحقيقة الفاضلة المُطمئنة مهما كان أساسها ..
العلم وحش تقني رهيب تقوده المعادلات الفيزيائية والكيميائية والبايلوجية لكن بلا ضمير ولا معيار أخلاقي
العلم طوفان لاحدود له ،
العلم يقود العالم الى الهاوية ، نعم هذه التقنيّات التي بدأت تحل محل الإنسان في كل شيء ستتضخّم وتتضخّم حتى تنفجر ببعض وتنهي الحياة على هذا الكوكب ..
قد يتخلّى الدين عن قيادة العالم لحساب العلم ، ولن يصمد العقل والضمير والقانون طويلاً ، وحين تعجز هذه القوى البشرية عن اداراة العلم سيحدث الإنفجار الذي سيُنهي هذا العالم ، عندها ستتحقّق نبوءة الدين الذي يرقب كلّ مايجري بعين شيخ حكيم مطمئن…