كتب : د. راجي نصير
يحدثوننا عن حب قيس لليلى العامرية، ويؤلفون القصص والروايات والأفلام والمسرحيات عن مجنون ليلى، الذي اوصله حبه حد الموت مجنونا، ويستكثرون علينا ان نحب عظيما كالحسين، ونندب قتيلا كالحسين، ونقيم العزاء لاستذكار مظلوم مهضوم مسلوب قتيل، هو سبط الرسول، وقتلته من تقول انها امة الرسول.
يحدثوننا عن يعقوب الذي ابيضت عيناه من البكاء حزنا على فقد واحد من 12 ولدا، رغم علمه انه على قيد الحياة، ويستكثرون علينا الحزن على 18 من أبناء رسول الله قضوا في صحراء كربلاء، ومعهم 72 من خيرة الأنصار والاصحاب.يحدثوننا عن حقوق المرأة، ويتفاخرون بالدفاع عنها، ويستكثرون علينا استذكار الانتهاكات الفضيعة والوحشية التي تعرضت لها الحوراء زينب ونساء ال الرسول في معركة الطف الأليمة.
يستنكرون باشد العبارات انتهاك حقوق الأطفال، وتعريضهم للمخاطر حتى على يد ابائهم، ويستكثرون علينا استذكار واستنكار ما تعرض له أطفال الحسين وال الحسين.يستنكرون جرائم الابادة الجماعية، ويصدرون قوانين وقرارات على أوهام محارق او عمليات قتل مزعومة، ويستغربون ان نحيي ذكرى الإبادة الجماعية التي تعرض لها ال رسول الله في كربلاء.
يتفاخرون بحرية التعبير، ويعلقون على شماعتها كل مؤامراتهم ومخططاتهم، ويستكثرون علينا ان نمارس حقنا في التعبير عن حبنا للحسين، وتفاعلنا مع المأساة الكربلائية التي قل نظيرها.يصارعون الثيران، ويمرغون انفسهم بالطماطم والاطيان وبقايا براز الحيوانات، ويستنكرون علينا المسير الى كربلاء، بمحبة ومودة وسلام، ونحن نطعم الفقراء والمعوزين، ونمارس ارقى أنواع التكافل الاجتماعي.
يتباهون بتبرعاتهم المثقلة بالشروط المذلة والمصادرة للسيادة ولكرامة الشعوب، ويستغربون عندما نمد اكبر سفرة اطعام مجاني على مر التاريخ تمتد لمئات الكيلومترات على حب الحسين وال الحسين.
هم يفخرون انهم #امة_مثلية ونحن نفخر اننا #امة_حسينية