16 Apr
16Apr

كتب :ا.د صعب ناجي عبود

يعد الشباب في اي مجتمع الركيزة الاساسية لتطوير ذلك المجتمع اقتصاديا وعلميا واجتماعيا. اذ تشكل مرحلة الشباب مرحلة مفصلية في حياة الفرد اذ تتركز قوة وفعالية الفرد في هذه المرحلة. ولذلك على الدولة استثمار الطاقات الشبابية وتوفير كافة الفرص لها لغرض تقديم افضل ما لديها. والتي من خلال هذه القدرات تساهم في تطوير البلد. وعلى مختلف الاصعدة والمجالات ولأهمية هذا الموضوع سوف يتم تناوله وفقا للفقرات الاتية:
اولا/ اهمية الشباب في المجتمع.

ثانيا/ الوسائل القانونية لتمكين الشباب في المجتمع.

ثالثا/ الاثر القانوني لتمكين الشباب اقتصاديا

______

اولا/ اهمية الشباب في المجتمع.
لا يخلو مجتمع من المجتمعات من الطاقات الشبابية والعراق واحد من هذه البلدان ولاسيما بانه يعد من البلدان الشبابية, اي نسبة الشباب تعد نسبة جيدة قياسا الى الفئات العمرية الاخرى وعلى الرغم من عدم الاتفاق على فئة عمرية محددة للشباب اذ اشارت بعض الدراسات الى ان الاعمار الشبابية تتحدد من(15-25سنة) واخرى اشارت من(15-30سنة) او اكثر من ذلك. 

هي مسألة نسبية ومتغيرة من مجتمع الى اخر ومن زمان الى اخر, أما عن أهمية الشباب في المجتمع فتكون من خلال القدرات التي يتمتع بها الشباب لتأدية المهام الموكلين بها وفي مختلف التخصصات والمهن. علما ان هذه القدرات غير محددة بمستوى دراسي أو علمي معين ولا يمكن حصرها في نطاق معين كما أنها متطورة ومتعددة مع التطور العلمي والتكنلوجي وكذلك مع تطور المجتمع, ولا يمكن للبلد أن يتقدم ويتطور من دون الاعتماد على الشباب ولاسيما بأننا نجد بأن بعض البلدان الأوربية أصبحت تعاني من تفاقم الشيخوخة وتحاول استقطاب الشباب من البلدان الاخرى وتقدم لهم الامتيازات والمغريات للاستفادة منهم في بناء بلدانهم, وان العراق قد تجاوز هذه المرحلة بوفرة الشباب سواء كانوا رجالا أو نساء. ولذلك لابد من تسخير هذه القدرات وتوظيفها لخدمة المجتمع. 

ثانيا/الوسائل القانونية لتمكين الشباب اقتصاديا.
التمكين الاقتصادي يعني الاستفادة من خبرات وقدرات الطاقات الفتية والاستفادة منها. وكذلك تهيئة الوسائل المادية والقانونية للاستفادة من هذه القدرات, وهذا لا يمكن أن يكون الا من خلال تهيئة الارضية المناسبة لذلك. اذ اننا نسمع يوميا عبر وسائل الاعلام العشرات من الاختراعات والافكار التي يقدمها الشباب والتي لو تم الاستفادة منها لأسهمت في تشغيل عشرات الشباب العاطلين عن العمل وكذلك أحداث تطور تقني وعلمي في كافة المجالات وأن ذلك يتحقق من خلال :

أ - أصدار التشريعات الازمة لرعاية الشباب فعلى الرغم من صدور قانون وزارة الشباب والرياضة رقم25 لسنة 2011 الا ان هذا القانون جاء قاصرا في كثير من نصوصه في رعاية الشباب. ولذلك لابد من تشريع قانون خاص بأسم( قانون رعاية الشباب) يبين ماهي الأليات القانونية والوسائل القانونية لرعاية الشباب

ب- الاستفادة من تجارب الدول كالسعودية- الامارات- ودول الخليج الاخرى وكذلك تجربة ماليزيا وتركيا في رعاية الشباب وذلك من خلال التزام الوزارات بتبني مشاريع الشباب وافكارهم وبراءة الاختراع والعمل على تطويرها وتحويلها الى الجانب العملي سواء المتعلق منها بالصناعة أو الزراعة أو الصحة والابتكارات العلمية الاخرى.
ج- تقديم الدعم المادي والمعنوي للشباب لغرض تنفيذ مشاريعهم وفق اليات قانونية محددة وبما يضمن حقوقهم وحقوق الدولة.
د- تحديد دائرة او مؤسسة محددة بذاتها تستلم مبادرات الشباب وتعمل على تنظيمها وتوزيعها على مؤسسات الدولة للاستفادة منها وحسب الاختصاص.
ه- الزام القطاع الخاص بمختلف قطاعاته, الصناعي- التجاري- الزراعي–  السكني – السياحي – التكنلوجي- الخ. بتشغيل الشباب وتهيئة فرص عمل لهم للاستفادة من طاقاتهم.
و- عقد دورات تدريبية وتطويرية ومهنية لغرض تطوير المهن والحرف وايجاد فرص عمل لهم.
ى- التزام الدولة ومؤسساتها بتوفير فرص عمل في القطاعين العام والخاص لضمان تشغيل اكبر عدد ممكن من الشباب.
ك- توفير الضمانات القانونية للعاملين في القطاع الخاص ولاسيما في ما يتعلق بحقوق التقاعد والضمان الاجتماعي.
  ثالثا/ الاثر القانوني لتمكين الشباب اقتصاديا.
أن تمكين الشباب اقتصاديا وتوفير فرص عمل لهم ودخل مادي مستمر له جملة من الاثار وهذه الاثار تنعكس على الفرد والمجتمع وهذه الاثار تتمثل بالاتي:
1- يؤدي تمكين الشباب اقتصاديا الى التقليل من البطالة وتوفير فرص عمل للشباب والذي من شأنه أن يخفف عن عوائلهم.
2-أن من اهم الاثار لتمكين الشباب اقتصاديا هي تنمية روح الاعتماد على النفس وعدم الاتكال على الاخرين.
3-انه يؤدي الى تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال خلق الحركة الاقتصادية وتحقيق الدورة الاقتصادية وذلك لكون أن المجالات الاقتصادية مرتبطة مع بعضها.
4-من شأنه أن يقلل حالة الفقر في البلاد وزيادة القوة الشرائية لهم وتحسين الحالة الاجتماعية.
5-من شأنه أن يساعد في تحقيق الاستقرار الامني وذلك كون أن الاستقرار الامني مرتبط بالجانب الاقتصادي.
6-يساعد الشباب على الابتكار والحركة العلمية لاسيما في حالة تبني الدولة لهذه الابتكارات.
وفي الختام أن تمكين الشباب من المسائل المهمة جدا والتي يجب أن تكون من اولويات الدولة وتهيء لها كافة المستلزمات المادية التي تؤدي الى نجاح هذه التجربة وذلك لكون أن الاستثمار في العقول هو من اهم الاستثمارات.
 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن