سؤال: هل الهزات الأرضية التي حدثت مؤخراً في تركيا هي هزات أرضية ناتجة من أسباب طبيعية أم بشرية؟
الجواب: الهزات الأرضية التي حدثت مؤخراً في تركيا هي هزات طبيعية (تكتونية) حدثت نتيجة لحركة صدع الأناضول الشرقي. هذه الحركة هي نتيجة طبيعية لحركة الصفيحة الاناضولية باتجاه الغرب وحركة الصفيحة العربية باتجاه الشمال تقريباً، إذ أن صدع الأناضول هذا يمثل الحد الفاصل بين الصفيحتين المذكورتين. تحليل ميكانيكية بؤرة الهزات الأرضية تشير إلى أن الحركة من النوع الذي تزحف فيه الكتلتين الواقعتين على جانبي الفالق بموازاة بعضهما البعض لكن باتجاهين متعاكسين (حركة قصية أو مضربية كما يسميها أصحاب الاختصاص).
سؤال: هل للسدود المنتشرة بالقرب من موقع النشاط الزلزالية دور في حدوث هذا النشاط؟
الجواب: كلا.. ليس للنشاط البشري أي دور في توليد الهزات الأرضية هذه. لا يمكن لأي نشاط بشري (بناء السدود، استخراج النفط أو الغاز، حقن الماء في الآبار، استخراج المياه الجوفية، حفر المناجم) أن يكون قادراً على توليد هزة أرضية بمقدار يزيد عن ستة، والهزات التي حدثت تجاوزت هذا الرقم كثيراً. يضاف إلى ذلك العدد الكبير للهزات الأرضية خلال فترة زمنية قصيرة والذي لا يحدث في الهزات الصناعية (البشرية) لأنها تعبر عن وجود طاقة كبيرة ناتجة من ضغوط عالية لا يمكن لأي نشاط بشري أن يوفرها. فضلاً عن ذلك كله، فأن عمق البؤر الزلزالية المسجلة لهزات تركيا يزيد عن 8 كم لجميع الهزات الأرضية، وهو عمق لا يمكن لتأثير النشاط البشري أن يصل اليه. الهزات الأرضية الناتجة من النشاط البشري تم تسجيلها في اقصى الحالات على عمق 4 كم ولأسباب متعقلة بإنتاج النفط والغاز.
سؤال: هل أثرت الهزات الأرضية في تركيا على السدود هناك؟
لجواب: السدود وجميع المنشئات الكبيرة تصمم وفقاً لمعامل البناء الزلزالي لمنطقة البناء. هذا المعامل يعتمد على ما يسمى بخريطة المخاطر الزلزالية، وهي بتبسيط شديد خريطة تبين معدل اهتزاز الأرض الذي يحدث عند اعلى هزة أرضية متوقعة في هذه المنطقة. تركيا تملك خريطة مخاطر زلزالية ممتازة ومعامل بناء زلزالي يراعي حدوث هزات أرضية بمقدار يفوق ما تم تخمينه، وذلك لضمان جودة البناء. طبعاً يراعى في معامل البناء الزلزالي الجمع بين سلامة المنشأ وكلفة انشاءه. بسبب ذلك، فأن السدود في تركيا تحظى بدرجة امان عالية وهي تحت المراقبة الدورية، إذ ان كل سد له أجهزة رصد زلزالي خاصة به تحسب أصغر هزة أرضية يمكن أن تحدث. الخلاصة، السدود في تركيا (وفي أغلب دول العالم) مصممة لتكون مقاومة للنشاط الزلزالي حتى العالي منه.
سؤال: هل يمكن أن تحدث قريباً في نفس المنطقة هزة أرضية أكبر من التي حدثت في أول يوم للنشاط الزلزالي؟
الجواب: كلا.. الهزة الأرضية التي حدثت بتاريخ 6 / 2 / 2023 في الساعة الواحدة وسبعة عشر دقيقة بالتوقيت العالمي وبمقدار 7.8 على مقياس العزم الزلزالي (وليس مقياس ريختر)، هي الهزة الأرضية الرئيسية التي تحررت خلالها أغلب الطاقة المخزونة في الصخور على جانبي صدع الأناضول. وبالتالي، فأن ما يتبعها من هزات أرضية والتي تسمى بالتوابع (وليس الارتدادية) يجب أن تكون ذات مقدار أقل. وهو ما تؤكده التسجيلات الزلزالية للتوابع. يطلق على الهزة الأرضية وما يتبعها من هزات والتي تحدث في مكان واحد تقريباً وفترة زمنية محددة بالسرب الزلزالي (Earthquake swarm) وهي التسمية العلمية لما حدث من هزات في تركيا.
سؤال: ما هي أخطر منطقة نشاط زلزالي في العراق؟
الجواب: المنطقة الممتدة على طول الحدود العراقية الإيرانية من مندلي (ديالى) مرورا ببدرا (الكوت) والغاية الطيب (ميسان) هي المنطقة الأكثر نشاطاً زلزالياً في العراق. هذه المنطقة هي مكان صدع يعرف بصدع (مندلي – بدرا – الطيب) ناتج من حركة انضغاطية تحدث بسبب تصادم الصفيحتين العربية والإيرانية. خلال المائة وعشرون سنة الماضية (1900 – 2020) حدثت مئات الهزات الأرضية على طول هذا الصدع، وبمقدار لم يتجاوز الستة درجات، لكن هذا لا يمنع من حدوث هزة أرضية تتجاوز هذا المقدار، وذلك بسبب (1) موقع الصدع من نطاق التصادم، (2) الطول الكبير للصدع (يتناسب مقدار الزلزال طردياً مع طول الصدع المسبب له)، (3) الحركة المعكوسة عليه. المنطقة الثانية في شدة المخاطر الزلزالية هي المنطقة الواقعة ضمن النطاق الجبلي للعراق (محافظات دهوك، أربيل، السليمانية، كركوك، الموصل). المنطقة الثالثة هي منطقة سهل وادي الرافدين. والمنطقة الرابعة والأخيرة هي منطقة الصحراء العراقية الممتدة من أسفل نهر الفرات في الأنبار لغاية غرب البصرة.
سؤال: هل توجد أجهزة تسجيل للهزات الأرضية في العراق؟
الجواب: نعم.. توجد أجهزة رصد زلزالي في العراق موزعة على شبكتين رئيسيتين هما: أولاً، شبكة الرصد الزلزالي العراقي والتابعة إلى هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، وزارة النقل، وتتألف من خمسة أجهزة موجودة في محافظات الموصل وكركوك وبغداد والكوت وذي قار. ثانياً، شبكة وادي الرافدين التي يديرها أساتذة مختصين من عدد من الجامعات العراقية ومركز جمع بياناتها هو مختبر الرصد الزلزالي في قسم علم الأرض، كلية العلوم، جامعة البصرة. تتألف هذه الشبكة من اثنا عشر جهاز رصد موزعة على محافظات دهوك والسليمانية وكركوك وديالى وبغداد والانبار وكربلاء والكوت وذي قار والمثنى وميسان والبصرة.
سؤال: هل يوجد معامل بناء زلزالي حديث ومعتمد في العراق؟
الجواب: نعم.. هناك معامل بناء زلزالي حديث تم اعداده من قبل لجنة مختصة تابعة لوزارة النقل ضمت اشخاص من داخل وخارج الوزارة (تم اكماله عام 2017 على ما اذكر). معامل البناء الزلزالي هذا تم اعداده بالاعتماد على خريطة مخاطر زلزالية عمل عليها كادر مختص في علم الزلازل من جامعتي البصرة وبغداد وبأشراف ودعم من جامعة اركنساس في الولايات المتحدة الامريكية، ومختبر لورنس ليفرمور الوطني في أمريكا، ومكتب بحثي مختص في كندا. استمر العمل على اعداد هذه الخريطة فترة تجاوزت الثلاث سنوات، بعدها تم تسليمها بشكل رسمي إلى وزارة النقل العراقية لغرض تحديث معامل البناء الزلزالي عندهم، وفعلاً تم هذا الأمر. حالياً، معامل البناء الزلزالي الحديث متوفر في وزارة النقل ويتم اعطاءه لكل الشركات التي تقوم ببناء منشئات حيوية كبيرة (جسور، سدود، مباني شاهقة) وكذلك المجمعات السكنية الحديثة. السؤال الآن، هل يتم الالتزام بهذا المعامل الزلزالي عند تنفيذ هذه المشاريع؟ هذا ما لا اعرفه.