09 Feb
09Feb

تستحضرني كلمات المغفور له الشيخ زايد عندما قال:«إن الوطن ينتظر منا الكثير والشعب يتطلع إلى أعمالنا»، كما تتراءى لنا جملة أخي الشيخ محمد بن زايد: «عراقنا غال على قلوبنا». هذه ليست خواطر فقط وإنما حقيقة نود بها بدء زيارتنا إلى الإمارات المتحدة بحثاً عن شراكة مستدامة لصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين.

قبل أسابيع قليلة، تمكن العراق من تنظيم بطولة كأس الخليج بنجاحٍ منقطع النظير لأول مرة بعد غياب دام أربعة عقود، ورأينا كيف دخل المواطن الإماراتي والخليجي إلى البصرة وأهلنا فتحوا أبوابهم وبيوتهم لأشقائهم وقالوا لهم بملء الفم «عين غطى وعين فراش» وفعلاً، بهذه الروحية الأصيلة أكدت بغداد على دورها الريادي في بناء علاقات متوازنة والاضطلاع بدورها التاريخي كلاعب رئيسي في المنطقة.

علاقات الأخوة تتعمق عند المحن، ونحن لا ننسى دور الإمارات الشقيقة الدبلوماسي لدعم العراق، ومشاركتها في الحرب ضد «داعش»، ومساهمتها الفعّالة في إعادة ترميم المناطق المدمرة، وعلى سبيل المثال، إعادة بناء الجامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل، فهذا الجامع التاريخي له منزلة كبيرة في قلوب العراقيين.

إننا نؤمن وبشكل ثابت بأن العلاقة المستدامة بين دول المنطقة واستقرارها تأتي من ربط المصالح المشتركة بين هذه الدول من خلال التعاون الاقتصادي وبناء المشاريع التنموية لخلق فرص العمل والاستفادة من الطاقة البشرية والطبيعية الموجودة في بلداننا.

ستتطرق مباحثاتنا مع الأشقاء في الإمارات إلى تبادل الخبرات في شتى المجالات وخاصة في ظل حرص دول منطقة الخليج على تعزيز التعاون من أجل التكامل عبر مشاريع صناعية وزراعية وتجارية.

وتعد الإمارات من أبرز الشركاء التجاريين للعراق، حيث يفوق حجم التبادل التجاري بين البلدين 16 مليار دولار تتركز غالبيتها في المشتقات النفطية والأجهزة الكهربائية والتكنولوجية. ولدينا اهتمام بتعزيز هذه الشراكة التجارية بما يخدم البلدين.وهذه الزيارة هي تأكيد على رغبة العراق الصادقة في استمرار وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات لمختلف القطاعات ومنها الطاقة المتجددة وإدارة الموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية، إذ أن التجربة الإماراتية تعتبر من التجارب الرائدة في العالم لبناء البلد، فنحن بإمكاننا الاستفادة من تجاربهم العميقة لبناء العراق، وعلى سبيل المثال، ريادة الإمارات في إدارة الموانئ العملاقة قد تكون نواة للمشاركة في إدارة ميناء الفاو الكبير الذي يسعى العراق، لأن يكون واحداً من كبريات موانئ الشحن في العالم باعتباره مشروعاً استراتيجياً يربط الشرق بأوروبا عبر العراق.

كما سنناقش مع أخي رئيس الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التطورات السياسية والدبلوماسية الأخيرة في المنطقة والنتائج الإيجابية من (قمة بغداد 2)، التي استضافتها المملكة الأردنية الهاشمية، والتي ركزت بشكل كبير على دعم العراق في مساعيه لإرساء دعائم الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي عبر تمكينه بالخبرات والاستثمارات والربط الكهربائي الحيوي، وهو ما يتناغم مع أولويات الحكومة وأهدافها لتحقيق التنمية للشعب العراقي.

ما تهدف هذه الزيارة للتأكيد على إصرار الحكومة العراقية على مواجهة الفساد، وهو ما يتطلب تعاوناً وثيقاً مع دول الجوار وتبادلاً للخبرات في مجالات الحوكمة والتشريعات وتدريب الجهات المنوط بها مواجهة الفساد في الدولة واسترداد الأموال واسترجاع المطلوبين الذين قد يتخذون من الدول الصديقة ملاذاً آمناً لهم.نذهب إلى الإمارات الشقيقة بروح الصداقة والتعاون والإخاء وهي مبادئ طالما حث عليها الشيخ الوالد زايد بن سلطان آل نهيان وأرسى معانيها في علاقات دولة الإمارات مع جيرانها وتشبع بها أولاده وساروا على دربه، ونحن نتشارك معهم هذه المبادئ التي تسهم في ازدهار بلدينا عبر علاقات وثيقة نحرص على بنائها وتعزيزها.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن