بقلم / فراس الحمداني.
بعد الكم الهائل من التهاني والتبريكات التي وردت لصاحبة الجلالة العراقية ( الصحافة) وابنائها في عيدها الرابع والخمسين بعد المئة والتي تنوعت اشكالها والوانها واحجامها وكلماتها وعباراتها وطريقة ايصالها .. لكنها لم تختلف جميعها بمضمونها الذي التقت فيه بنقطة مشتركة واحدة مفادها التهنئة بلا اي اسهام بإحقاق حقوق الصحفيين التي طال انتظارها لتجدد بالذاكرة البيت الشعري الشهير للمتنبي .. ( عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ..
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ ) ؟!؟!
ولاجل ذلك قررت ان لا اهتم بجميع التهاني مهما كان من بعثها وان انتظر واتابع بإسهاب فقط تهنئة او كلمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوادني المحترم وكلي أمل أن يتحقق من خلالها حلمي الذي تطرقت اليه في مقالتي السابقة الموسومة بعنوان ( على هامش عيد الصحافة العراقية... السوداني يعلنها للصحافيين ) ..
حانت اللحظة وحضر السوادني حفل العيد الوطني للصحافة العراقية واعتلى منصته لالقاء كلمته .. والتي بعد ان هنأ واشاد بالصحافة العراقية وتضحياتها استهل كلامه بالقول ( الصحافة العراقية من ليست مجرد وسيلة إعلامية خبرية، بل إرشيف مهم لتاريخ العراق الحافل بالأحداث والمنجزات.
نستذكر تضحيات الصحفيين الذين استشهدوا في زمن الدكتاتورية، وفي سنوات الطائفية المقيتة، والذين ضحّوا بأرواحهم وهم يرافقون القوات الأمنية في الحرب على عصابات داعش الإرهابية.)
ومن ثم استذكر الدور الوطنيَّ للكثير من الصحفيين الذين وقفوا ضد الأجندات والمؤامرات الخارجيةَ التي استهدفت وحدة البلد.
واسترسل بحديثه حتى وصل الى نقطة مهمة اقف كثيرا"عندها حين قال ( اتخذنا حزمةً من الإجراءات لدعم العمل الصحفي تتضمنُ توفير خدمات لوجستية وتسهيلات مصرفية، وأخرى تخص قانون العمل والضمان الاجتماعي، الذي أُقرَّ مؤخراً.
تضع الحكومة نصب أعينِها إنصاف الصحفيين في الملفات الخدمية، وفي مقدمتها ملفُّ السكن.)
هنا لا بد لي ان اذكرك يا دولة الرئيس بأن اغلب اسلافك تطروقوا لذات الحديث وذات التوجه اعلاه سابقا" ولكننا الى الان بلا ضمان اجتماعي وبلا سكن ونأمل بان تتابع ما وعدتنا به لاننا نعول عليك كثيرا" فقد انهكنا الانتظار وخيبت امالنا الوعدة السابقة غير المتحققة ..
رئيس الوزراء أختتم كلمته بالقول (الصحافة مدعوة اليوم لأنْ تنقل الوجه الايجابيَّ المشرق للعراق.)
وهنا ايضا لابد لي ان اقول ..( ربما نسيتها يارئيس الوزراء ) تلك الصورة المشرقة التي صدرتها الصحافة العراقية إبآن خليجي 25 البصرة والتي غيرت كل مفاهيم العالم بأسره واوضحت حقيقة العراق بعظمته وكرمه واصالته .. تلك الصورة التي لابد ان تدرس في جامعات العالم بعد ان نافست صورة كأس العالم بمونديال قطر وبينت للعالم ان العراق قادر ومقتدر وصحافته ترتقي للعالمية... نعم نتفق معك ان دعوتك بمحلها ان كانت في اطار شحذ الهمم للمزيد وللافضل ولكن ايضا أن اقل ما يستحقه ابناء صاحبة الجلالة العراقية (من المهنيين فيها لا من الدخلاء عليها) اكرامهم بحقوقهم واهمها حفظ كرامتهم بالسكن.
اللهم اني بلغت .. اللهم فاشهد.