21 Oct
21Oct


١-وحدها عجلات الموت تدور بعد ان توقف 

 كل شي عن الدوران وتكاثرت سماسرة الموت والبيع والشراء في البورصة الرقمية التي تتقافز أرقامها بلا عفاف حقيقي  وأصبح للماء سماسرة وللهواء والرمل والشمس لننتقل من عالم السيول السياسية الطبيعية الى موسم الزلازل والدفن الجماعي ولأسباب مجهولة الاسم والهوية ولاقدر لنا الا ان نكتب ونرسم ونحفر بأزميل المرؤة وليس بشهوة الاحتراف  


٢-بعد إسبوع على طوفان الاقصى الفلسطيني تململ العالم كلّه بعد أن استيقظ من نومه الثقيل ليلة عطلة نهاية الاسبوع ليرى ويتأمل ويفكر ويقرر  بعد أن شاهد الطوفان وهو يتجاوز المألوف والمسموح بأمواجه المتعالية وأسراره الموغلة بالبعد والعمق السحيق 


٣-بعد ان اصطف العالم الغربي كله مع (اسرائيل) بكل امكاناته وقدراته وسفنه واقتصاده وهيمنته  وصحفه وشاشاته وصدقه وكذبه ومهاراته و مصالحه وحكوماته ومنظماته 

ودموعه وأحقاده ومعه الكثير غير القابل للاحصاء والمتابعة والمواكبة والملاحقة لسرعته التي تغلب الصوت والضوء والظلام والاحلام والمشاعر وبعد كل هذا 


٤-تلفّتَ العرب والمسلمون وداروا حول أنفسهم (بجردة حساب)تحسب الامكانات والطاقات والموارد وباطن الارض وماعليها والسماء والطارق والنجوم والكواكب وضغط الدم العالي والواطئ والعقل وتجلياته والعاطفة وعواصفها 

ونسبة الغياب والحضور في المدارس والمساجد ومحاكم الاحوال الشخصية          ومساحات الشلب والحنطة والمستشفيات الحكومية والاهلية ومطاعم الوجبات السريعة ومقاهي الأراكيل ونسبة دخانها غير الصديق للبيئة والحناجر 


٥-تبلور رأيان عربيان حول التعامل مع المشهد الفلسطيني بصفحتيه (الهجوم والدفاع)وتطايرت شظايا المواقف والحوارات والصور والشعر والنثر والدماء والعطش والحرائق لتصنع هذين الرأيين بألمٍ بالغ وحرصٍ أبلغ ولينقسم الجمهور والحكومات والمنظمات والاحزاب والعشائر والشعراء والكتاب والجغرافيا والاقتصاد والشوارع والمتنزهات والشجعان والجبناء والخناجر والسيوف والاقلام والنخيل والانهار والمطر الى عالمين (وكان كل فرقٍ كالطود العظيم) بالنوايا والادوات والخطاب والاهداف والغايات والمقاصد والتخطيط والتنفيذ والانصار والمهاجرين 


٦-فريق يرى ان الجو العربي والاسلامي العام وهو يحمل في داخله تناقضات كثيرة غير قادر على تحمل نتائج (حرب كبيرة)تشتبك بها دول اخرى بالمال والسلاح والمكائد والتصوير والرصد والصد والرمي والتهويل 

حيث ستكون النتائج في أحسن أحوالها آلاف من الشهداء والجرحى وأضعافها من الايتام والارامل وهدم وتدمير لايبقي على بناية او جسر او محطة كهرباء او جسر للعبور واقتصاديات منهكة لاتملك الا عملتها الوطنية الذابلة 

وستتشقق البلدان الى بلدات ومضارب لتنكفأ على هويات متخلفة ومتحللة من القضايا الكبيرة ومستسلمة لأقدار مظلمة طويلة الامد 


٧-الفريق الاخر يرى ان العناوين الكبيرة (الامة-الارض-الدين-السيادة-الحرية-الكرامة) تساوي بقيمتها قيمة الوجود الحياتي أو تعلو عليه وهي بذلك تستحق التضحية او الشهادة او التلاشي من أجلها (دفاعاً او هجوماً) لان الاستسلام ستكون أعراضه الجانبية الاختناق المزمن والذل المستدام  والشعور بدوار الدونية ونقصان الثقة او فقدانها (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) فتتلاشى قيمة العبادة والحياة لتقترب من الشرك والعبودية 


٨-في مشهد غزة التفصيلي تسائل كثيرون عن أسرار الاعداد والتربية (لهذا الجيل الشبابي )بمواصفات العزم والقتال والبسالة حد الموت وهو في عمره العشريني في عصر اللهو والانفتاح والتمرد والاضواء والماركات و التميع واللامبالاة مع تثقيف عالمي يشجع ويقنن التشوّه الانساني ويهيج الغرائز بنارية الشهوة التي تعبر كل الحدود 

كيف استطاع شباب بأعمار الورود أن يصنعوا طوفاناً يجرف بتياراته الوهن والنفايات وبقايا سهرات السحت والانحلال ثم يقف سداً وحاجزاً أمام طوفان الفوضى الجينية وضياع النسب لنقرأ بوعي يشع على لافتة سماوية 

(بينهما برزخ لايبغيان) لتنجز معادلة التوازن الحضاري على هذه الارض 


٩-من أول يوم للطوفان أوضح الرئيس الروسي بوتين (إنّ غزة بمثابة مدينة لينينغراد السوفيتية التي صمدت أمام الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية )

أما الرئيس الامريكي بايدن فقال من اليوم الاول للطوفان (انهاعمل ارهابي قاسي)ثم دفع بحاملة طائراته الى الشرق الاوسط مهدداً كل من (تسوّل)له نفسه تهديد او ازعاج اسرائيل ولو بطائرات ورقية او ألعاب نارية غير مرخصة 

ومن هنا بدأ الاصطفاف العالمي والانساني بشطريه يتفاعل ويطل من جديد 


١٠-أثيرت الكثير من. الاسئلة وصدحت تغريدات وطرحت تنظيرات قاسمها أسئلة مجنحة  عن سر التوقيت لطوفان الاقصى وكذلك أسبابه المرتبطة بهذا التوقيت المفاجئ للجميع ليلخصها المتابعون بما يلي 

   أ-هل جاء الطوفان لوقف التطبيع العربي وبالخصوص (الخليجي) مع (اسرائيل)وجرفه بعيداً في مياه الخلجان والمحيطات وتذويبه بها 


ب-أم كان التوقيت والطوفان (إستدراجاً) وحدثاً يراد صناعة مشهداً جديداً بعده مثلما كانت مشاهد(ااسبتمبر) أو (حرب الجائحة كورونا)أو  (موسم اوكرانيا) الطويل 


١١-(غزة مقابل الجليل)معادلة طرحتهااحدى الدول المؤثرة في المشهد الناري حيث تم بلورة هذه المعادلة (اذا دخلت اسرائيل غزة سيدخل طرف مقاوم في المعركة قاصداً أهدافاً من بينها منطقة الجليل) لينفتح الحساب على أرقام جديدة (وجنود لم تروها) وتلك قصة متواترة من (يوم التقى الجمعان)ويحبها الكثير من العصافير البرية الخفيفة السرعة والعائدة من حنطة القباب والمآذن القديمة 


١٢-و هكذا تجري الاحاديث في شقوق الخنادق والملاجئ على خطوط المواجهة والمدن المحاصرة  تحت النار   والجوع      و هناك حديث آخر للمقاهي والسهرات  في الاوطان (الفارغة)من مداد الروح والوطنية ومقبلات العشاء الحلال الذي نقدمه لأطفالنا الذين ناموا لكي يصحوا مبكرين الى مدارسهم وعيونهم تتأمل في عيوننا وصية لكل أب (فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم يرزق منه) 

ويعود تنتظره زقزقة عصافيره 

وابتسامة حانية خلف الباب وأشياء لذيذة أخرى 


النائب عباس الجبوري

عضو لجنة العلاقات الخارجية

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن