خص الله جل شأنه شهر رمضان بانه شهر مبارك وفضيل وورد ذكره في القرآن الكريم ( ايها الذين آمنو كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ايام معدودات ) الاية 183 سورة البقرة
لخصوصيته الدينيه والروحية كونه يحمل معاني سامية وراقية ليشعر الغني بالفقير ويحس بجوعه وعطشه وفقره لإن الغاية من الصوم ليست هي الأمتناع عن الطعام والشراب فحسب بل هي لغايات روحية وأجتماعية وصحيه وإنسانية في ذات الوقت من خلال مساعدة الناس بعضهم للبعض الآخر خصوصًا في هذا الشهر المبارك ليسود العدل الاجتماعي بين الناس
وقد تأثر العالم الغربي بهذه المعاني السامية لهذا الشهر الفضيل
حتى إن المستشارة الألمانية السابقة ميركل كانت تقوم خلال هذا الشهر المبارك بزيارات تفقدية للمسلمين وعوائلهم ومطاعمهم وتقوم بأعفاء تلك المطاعم من الضريبة لغرض تخفيض الأسعار للمسلمين خلال هذا الشهر الفضيل
إلا في العراق فلا أحد يفكر بالفقراء من المسؤولين سواء في الحكومة أو في البرلمان باتخاذ مايلزم لإصدار قرارات لتخفيض الأسعار ومعالجة الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه المواطن العراقي الفقير فمع بداية كل رمضان من كل عام تشهد الأسواق ارتفاعًا ملحوظًا بأسعار المواد الغذائية خصوصًا بعد أرتفاع سعر صرف الدولار الذي قفز الى 155 الف دينار لكل مائة دولار بالسوق الموازي على الرغم من ان الحكومة قد حددت سعر الصرف الرسمي ب1130 دينار لكل مائة دولار وبالتالي ارتفعت اسعار المواد كافة الى اكثر من 50 % والتي انعكست بشكل سلبي على حياة المواطن الفقير قبل مجيء شهر رمضان المبارك مما سيجعل الأسعار للمواد الغذائية والاستهلاكية التي تدخل في حياة ومعيشة المواطنيين تقفز الى اسعار مضاعفة في هذا الشهر الفضيل
اما وزارة التجارة فلا تزال بعيدة عن الواقع رغم الوعود والبيانات التي تطلقها خصوصًا في توفير حصة شهرية ثابتة خصوصًا من مادة الطحين ضمن مفردات البطاقة التموينية والتي تعتبر اساس معيشة الفقراء
ورغم زيادة مفردات الحصة التموينية في الفترة الاخيرة الى ستة مواد لكن لم يشعر المواطن البسيط على ارض الواقع بان الحصة مؤمنة بشكلٍ كاف خصوصًا بعد تصريحات وزارة التجارة الاخيرة والتي مفادها بان الحصة التموينية سوف لن تؤمن لفترة طويلة مالم يتم اقرار موازنة 2023 والتي لم تصل الى البرلمان لحد الان
يجب على رئيس الوزراء اتخاذ قرار جريئ وشجاع بإعادة العمل بالأسواق المركزية فورًا لتوفير المواد الغذائية والاستهلاكية الأساسية وبأسعار مدعومة والتي تدخل بصلب حياة المواطنيين ومعيشتهم بشكل يومي وفتح نوافذ البيع المباشر للمواد الغذائية اضافة الى مراكز البيع المباشر من خلال أسطول وزارة التجارة من الشاحنات المتجولة خصوصًا في الأحياء والمناطق الشعبية التي يعيش فيها الفقراء والمعوزين وإصدار أوامر عاجلة باعفاء المواد الغذائية المستوردة من قبل التجار من الرسوم الكمركية وكذلك اعفاء المواد الأولية التي تدخل في صناعتها وتوفير الخزين الإستراتيجي منها
أما سعر الدولارالذي هو سبب الغلاء والبلاء فأعتقد أن مصالح بعض الكتل والأحزاب و المصارف التابعة لها هي من تقف وراء عدم تخفيضه أو اعادته لسعره السابق لحد الآن رغم اجراءات الحكومة بهذا الصدد
اللهم لا تتقبل صيام وعمل كل مسؤول فاسد لا يهتم بالشعب وأموره وحياته ومعيشته وتوفير إحتياجاته
سواء كان تنفيذيًا أو تشريعيًا أو من أصحاب المصارف الذين يقومون بتبيض الأموال وسرقتها ونهبها ليزداد الفقراء فقرا ويزدادون هم غنا على حساب زيادة اعداد الفقراء
اللهم فرق شملهم وأجعلهم طرائق قددا
والبسهم ثوب الخزي والعار والشنار وأجعل أموالهم وبالآ عليهم ونار تحرقهم في الدنيا قبل الآخرة لأن كل فقير صام ولم يجد ما يفطر عليه بسبب أرتفاع الأسعار سيكون شاهدًا عليهم يوم القيامة وسيكونون مسؤولون عن فقره أمام الله
أسرعواوسارعوا لتخفيض الأسعار قبل دخول هذا الشهر الفضيل لعل رحمة الله تدرككم قبل فوات الأوان