بينما أنا ملتفتة حولي، يظهر أمام ناظري مشهدٌ يحكي قصة بلدٍ قد شابه الحزن والتعب. هذا البلد الذي يحمل في جوفه أملًا مكبوتًا، وجعًا مكتومًا، وينبض بحنينٍ للتغيير. إنها أرضٌ محطمة، تحتضر تحت وطأة الصعوبات والصراعات التي تلاحقها، لكنها تحمل في طياتها الروح الصامدة لشعبها الذي يصارع لحياةٍ أفضل..
الشوارع تروي قصة الألم والشوق. تحكي عن ماضٍ مضت به الأزمنة، وتقف كشاهد أبدي على الظروف القاسية التي مرت بها هذه الأرض. وكأنها لوحة فنية مبطنة بالألوان الرمادية، تجسد ألم الفقد وتنادي بالأمل.
الشعب المتعب يمشي بخطواتٍ ثقيلة، وجوعٌ يتسلل إلى أجسادهم المرهقة. لكن رغم ذلك، هم يحملون في قلوبهم شرارةً لا تنطفئ، وحلمًا يتراقص في أعماقهم. إنهم يتجاوزون الجوع والعطش والحزن والألم، ويستفيقون يومًا بعد يومٍ بقوةٍ وإصرارٍ لتحقيق تغييرٍ قادرٍ على تلمس واقعهم الصعب.
إنه بلد ينتظر مسحةً من العدل والتقدم، وسوف يستمر في النضال حتى يصل إلى ذلك اليوم المشرق.
فلترقص الكلمات على أوتار الواقع المرير، ولترتقي إلى أعلى المستويات الفنية في تجسيد حقيقة هذا البلد الجريح .... تعلو آهات الأطفال الجائعين، وتتداخل معها أصداء أحلام مرمية على أرصفة اليأس. إنه شعبٌ يقاوم الصراعات القاسية، ويتسلح بالأمل القادم ليصنع من اليأس حكاية نضالٍ وبناءٍ.وطني ... لوحة تنادي بالإنسانية وتحمل رسالة البقاء والتمسك بالأمل في زمن الشدائد.
وسط هذا الواقع المرير، تتفتح بساتين الجمال لتروي قصة الحياة والتجدد. تتعالى أصوات طيور الأمل التي تغرد بألحان ساحرة تخترق قلوب الجميع. إنها منارةٌ تضئ دروب الشعب المشرد وترشدهم نحو غدٍ أفضل.
في هذه اللوحة الفنية المتجددة، يكمن السر الخفي لذلك البلد المعذب والشعب المتعب.... إنهم ليسوا مجرد أرقام في إحصاءات الفقر والمعاناة، بل هم وجوهٌ تتمايل مع أنغام الأمل والعزيمة. يعبثون بالقدر ويختبرون حدود الصبر، فمن خلال أناشيدهم المكتومة وإصرارهم الصامد، سيفتحون أبواب جديدة ويصنعون واقعًا جديدًا يضمد جراح البلد المظلوم...
بقلم نهله الدراجي