19 Feb
19Feb

 

جعفر الونان


لم تكن اطلالة السيد الشهيد محمد صادق الصدر اطلالة عادية أو مألوفة في المشهد العراقي المركب والمعقد ولم تكن كذلك حالة وقتية أو خاصة.


لفترة ليست قليلة كان مجتمع "المكاريد " والمسحوقين والفقراء والمنسيين خارج اطار الأنظار .


 اشتغل السيد الصدر على مساحة مفقودة  من اهتمامات الكثير وهي مساحة تنمية " الوعي"  في المجتمعات العراقية وعلّمها  أن تقول " ليش" في كل محطة استفهام. 


واحدة من أكبر المشاريع التي تربك العقول المدبرة لضرب الشخصية العراقية هي بناء العقل وتفكيك مفهوم " الانقياد" الطوعي.


لم ينفع  قاتلو السيد الصدر  تصفية السيد الصدر وولديه بعد أن تحول نهج السيد الصدر إلى سلوك منتشر عند شريحة واسعة من الشباب.


 الميزة المميزة  للسيد الصدر  أنه قال "كلا" في محلها ومكانها وزمانها وأصولها، وأنه نزل إلى المجتمع بكل تواضعٍ من دون حواشٍ ولاجدران كونكريتية.


كان السيد الصدر صانعاً للأمل عند الشباب، وهي وظيفة معقدة وصعبة في مجتمعات منكسرة نفسياً وداخلياً وتتبنى كذلك منهجاً تربوياً لا استفزازياً.


نستذكرُ هذه الأيام تاريخ استشهاد السيد الصدر وولديه، لاتنفع الذكرى مالم يرافق ذلك المضي ببناء الإنسان وصناعة الأمل في المجتمع ومواجهة مشاريع اليأس والاحباط وتفكيك المشاريع الخارجية التي تضر البلاد والمكاريد!

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن