يعتبر سد أتاتورك من أضخم المشاريع المائية، وأكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في تركيا، والذي استغرق بناؤه حوالي 10 سنوات، ينتج حوالي 2.400 ميكا واط من الكهرباء، يقع السد في أعالي نهر الفرات وعلى مسافة حوالي 80 كم شمال غرب مدينة أورفا وعلى بعد حوالي 600 كم من العاصمة أنقرة بين مرتفعات هضبة الأناضول القريبة من الحدود السورية بما لا يزيد على 60 كم وأكثر من 180 كم جنوب سد كراكيا.
ويعتبر سد أتاتورك خامس أكبر سد ركامي في العالم، وأحد أكبر منشآت مشروع جنوب شرق الأناضول GAP الذي يتكون من مجموعة سدود ومحطات توليد ومنشآت الري.
مشروع (كاب) التركي له آثاره السلبية على تركيا نفسها؛ كونه يقع ضمن الحزام الزلزالي الفعال، وأن منطقة المشروع تحتضن فالق الأناضول الكبير باتجاه شرق-غرب وإن إنشاء هذه المجموعة الكبيرة من السدود العملاقة ذات الارتفاعات العالية والسعات الخزنية الهائلة في فترة قصيرة بحدود (40-50) سنة سيؤدي بلا شك إلى اختلال التوازن الطبيعي وزيادة فعالية هذا الفالق الرئيسي والفوالق الأخرى في منطقة المشروع مثل فالق أو صدع ((بوزوفا)) القريب جداً عن موقع سد أتاتورك العمود الفقري لمشروع كاب التركي ومناطق الضعف الأخرى في المشروع؛ بسبب البنية التكتونية والجيولوجية الضعيفة للمنطقة.
المعطيات والمؤشرات تشير بأن تحليلات المخاطر الزلزالية التي أجريت خلال دراسة للدكتور حسن طوسون بعنوان الزلازل والسدود نشر بتاريخ 20 أيار عام 2015 إلى أن سد أتاتورك العمود الفقري؛ لمشروع كاب التركي هو واحد من أكثر السدود الحرجة داخل حوض نهر الفرات.
واستناداً إلى دراسات المؤلف الأخيرة الخاصة بتحليل المخاطر الزلزالية وتقييم استقرارية موقع السد الثابت والديناميكي، ومعتمداً على الزلازل التي حدثت في منطقة السد على مدى المائة عام الماضية، حيث في مرحلة التصميم الأولى للسد، تم فقط أخذ فالق الأناضول الشرقي؛ لتحليل مخاطر الزلازل لموقع السد.
بينما تشير الدراسة الحديثة التي أجراها المؤلف إلى الشيء الأهم هو الخوف من فعالية صدع ((بوزوفا)) القريب جداً من جسم السد وقد يكون مصدراً للزلازل لأن فالق أو صدع ((بوزوفا)) لديه إمكانات كبيرة لإحداث الزلازل لسد أتاتورك حيث يقع الفالق على بعد 3.0 كم من جسم السد وله اتجاه موازٍ لقمة السد. يمكن أن ينتج هذا الفالق زلزالاً بقوة 6.5 إلى 7.0 درجة على مقياس ريختر. نتيجة لهذه الدراسة تبلغ قيمة عامل المجازفة الإجمالي TRF)) 146.5 ويتم تحديدها على أنها خطر من الفئة الثالثة. هذا يعني أن لديها مخاطر عالية للحياة والممتلكات أسفل جسم السد يذكر، بالإضافة إلى الزلازل التي تنجم عن تذبذب مياه خزان سد أتاتورك.
لذلك بعد أن أدركت الحكومة التركية هذه الوضعية للسد، فإن السد حالياً لا يخزن أكثر من نصف طاقته الخزنية، يضاف إلى ذلك أن أسس السد كلسية قابلة للذوبان بمرور الزمن وتحتاج إلى أعمال تحشية أيضاً. ولكن الإعلام لا يركز عليها بسبب سيطرة الدولة....
إذاً والحالة هذه فإن على تركيا إعادة النظر في سياستها المائية تجاه مشروع كاب ليس بسبب معارضة العراق وسوريا فحسب بل بسبب رد فعل الطبيعة، حيث أن تعرض أي من منشآت السدود إلى مشاكل زلزالية فستكون هنالك كوارث لا تحمد عقباها.
إن سد أتاتورك يعاني أيضاً من بعض المشاكل في حالة الثبات static condition ولا يمكنه تلبية معايير التصميم الزلزالي الحالية حيث ازدادت شدة الزلزال في موقع السد ومنطقة الخزان بعد أن تم حجز المياه في خزان السد منذ 30 عاماً، حيث إن خزن كميات هائلة من المياه خلف السدود والتذبذب المفاجئ في مستوى مياه الخزان، تسبب في إحداث هزات تعرف بالهزات الزلزالية المحتثة (Seismesoty Indused) وتصل قوة هذه الهزات إلى (6) درجات على مقياس ريختر في أحيان كثيرة، وهذه تسبب أضراراً بليغة بجسم السد وملحقاته، والحالة هذه فإن انهيار أي من هذه السدود ضمن مشروع الكاب سيؤثر بشكل مباشر على السكان والأراضي الزراعية في كل من تركيا نفسها وسوريا والعراق مما يسبب كوارث طبيعية لا تحمد عقباها كما ذكرنا. وخاصة السدود القريبة من الحدود السورية على نهر الفرات والسدود القريبة من الحدود العراقية في حوض نهر دجلة بسبب الطبيعة الطبوغرافية لها.