06 Aug
06Aug


كتب : غالب خزعل 

قال لصاحبه وهويحاوره تحملني ام احملك ؟

تبسم صاحبه وهويحاوره كلانا راكبان , وزاد  على ذلك انا احتاج لطعام وشراب نتقاسمه في الطريق لاني قليل المتاع والشراب والطريق طويل والوقت قائظ .

قال لدي الزاد الكافي لرحلتنا وقبل ان يسأله ولدي ماء وفير .

عادت لصاحبه الابتسامه وقال سأصحبك في الطريق كله .

فعاد الى محاورته والان من يحمل الاخر اولا .

قال انت ستحملني .

حبا وكرامة انا ساحملك وسأضيفك مادمت تصغي الي وتسمعني ليكفيك زادك عند فراقنا .

سر فرحته في نفسه ولم يبدها له واخفى مايعرفه عن هذا الطريق خوفا ان لايشاركه الطعام ان عرف بمشاق  الطريق   ومصاعبه او يمنع الطعام والشراب عنه.

قال لصاحبه نتوكل على الله ونبدأ خطواتنا بالمسير 

قال نعم لانتحرك الابسم الله توكلنا على الله واردف بالقول ياصاحبي ماتحمل جعبتك عن الصحبه ؟ وهل صاحبت ذات مره ؟ اجاب الكثير وهل تحتفظ باحد منهم .

انهم تفرقوا عني لااحد يوفي في هذه الدنيا . وهل انت وفي اكثر منهم نعم لكن مشاغلي  تبعدني عنهم دائما فيصفوني بعدم الوفاء .

اسرها صاحبه في نفسه ولم يبدي تخوفه منه وظن ان صحبته تنتهي بنهاية الطعام  والماء ثم بدل ظنه الى يقين ان الصحبه لن تدوم . 

قال ومارأيك بصحبة قل نظيرها ولم تحدث في التاريخ الامرة واحدة , قال باي زمن واي وقت وهل يعقل هذا؟ اننا نسمع كثيرا عن الصحبه وان طالت فلابد ان يفسدها المال او الاولاد او الرأي فإن كانوا جماعة تمزقوا وكل برأيه عزيز او لماله حريص او لاولاده عطوف . قال وان حدثتك عن صحبه ليس لهم في الارض مثيل ولانظير . انا لم اسمع بتلك الصحبة ابدا لذلك لم اعتقد بها ولم اصدقها .

قال له دعنا نرجع الى نيف والف من السنين عندما اسست جماعة ضاله الى فقدان معاني الصداقه ووفائها وتصدت لهم ثلة قليله لتزرع في نفوس الاجيال شجرة الصدق المثمرة بالوفاء . اوقفه وقال له دعنا نستريح ونأكل شيئا من الطعام لانك حملتني ولم اشعر بطول الطريق الذي قطعناه لكن شدة الجوع ايقظتني . قال على الرحب والسعه فترجلا وقال  لصاحبه من يفتح متاعه اولا . قال انت لانك بدأت بحملي تبسم صاحبه ضاحكا وقدم له الطعام والماء وبدأ يأكل وصاحبه ينظر اليه دون ان يمد يده الى الطعام , وهو ماضيا بمضغ الطعام  ولم يلتفت ويكلف نفسه بالسؤال لما لاتأكل انت  حتى شبع وشرب الماء  ونسي لم يحمد الله ويشكره , لكنه سرعان ماسأله عن ماتبقى لهم من الطعام فيقول له صاحبه مازال الكثير حتى ركبا على فرسيهما وانطلاقا من جديد وقال له اعجبتني قصة اولئك الاصحاب . قال هل تريد ان تكون مثلهم قال الله اسأل ذلك ؟

قال اولئك هم تباينوا بين صبية وفتية وكهول ويزدادون سنا الى شيوخ مخضرمين منهم من صاحب الرسول محمد صل الله عليه واله  وسلم ومنهم ابناء واحفاد الرسول الكريم شهد لهم  بصدق الصحبه وصدق الوفاء  عميدهم الامام الحسين عليه السلام بقوله ( لم اعرف اصحابا  على وجه الارض اوفى من اصحابي ) قال منهم اولئك ؟ 

ــ انهم اصحاب امنوا بربهم وزادهم هدى ان رضوا بأمامهم وعلموا أن من يغضبه فقد اغضب رسول الله ومن اغضب رسول الله فقد اغضب الله هم الامام علي والبتول الطاهره أمهم والحسن والحسين عليهم السلام سيدا شباب اهل الجنه فتباروا اولئك الاصحاب لدفاع عن دين الله وكلمته لتبقى العليا وعن امام فرض الله طاعته على المسلمين جميعا مهما كان الثمن غاليا اؤلئك هم اصحاب الامام الحسين عليه السلام حتى وصلا الى مفرق طرق قال لصاحبه هل لديك من الطعام شيئأ فقد فرغت معدتي , قال كذلك فرغت جعبتي من الطعام وقربتي من الماء لانك جئت الطريق وفمك لم يتوقف عن المضغ . فقال هذا مفترق طرق انت من اي اتجاه تذهب ؟ قال يمينا . قال  انه طريق موحش لايمر به أحد الا ما ندر ومعه طعام  كثيرا  وانت نفد طعامك وماؤك , لذلك سأذهب شمالا لانه طريق يغص بالماره وسأصحب كثيرا من الناس . فقال له انت عهدت الي ان لاتفارقني لانك صاحبي وعتبت على صحبك لانهم تفرقوا عنك بسبب طمعهم . قال نعم قلت ذلك عندما كان طعامك وماؤك كثير . قال قبل ان نفترق عليك ان تسمع قصة جون الذي كان برفقة الامام الحسين عليه  السلام واراد الامام ان يعتقه وهو احوج الى الناصر والرماح والسهام مشتبكة حوله والسيوف مشرعة لتقطيعه اربا , اربا فيطرق جون الى الارض ويقول سيدي تنفس علي بالكرامة ليبيض وجهي ويطيب ريحي ولاتحرمني الشهاده بالامس كنت الحس قصاعكم واليوم اتبرأ منكم هيهيات ماهذا الوفاء وماهذه الصحبه الصادقه . نعم انه جون الذي استشهد وهو مجنون بحب الامام الحسين عليه السلام فأصدق الصحبته وأوفى بالعهد ..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن