06 Jan
06Jan

د. رزكار جرجيس عبدالله

نعم العبارة صحيحة لم تقرأها بالخطأ "صداع التوقعات" وليس صداع الرأس، هذا المصطلح هو ما أشار إلية الكاتب المميز رايان هوليداي في كتابه القيم "الغرور هو العدو"، وهو يقصد به التوقعات العالية في مجال العمل او الوظيفة. 

حين نظن أن جهدنا ليس كافياً ولكن ينبغي أن تكون النتائج مرضية للجميع وأن نكافئ عليه، ولكن هل الامر بهذا الوضوح والدقة؟العالم في النهاية لا يهتم بما نريده نحن البشر، وله قوانينه وقواعده التي يسير عليها، لذا لا ينبغي أن ننتظر استجابة سريعة منه لكل ما نريده او نتوقعه.

علينا أن نؤدي واجبنا، أداء الواجب بأمانة واخلاص - أياً كان الواجب الذي نؤديه - هو كاف لوحده، طالما نشعر أننا بذلنا ما نستطيع من تفكير وجهد في سبيل أداء ما نحن مكلفون به.

جزء كبير من الناس يربطون حياتهم ويرهنونها بردات فعل الآخرين، ويرفعون سقف توقعاتهم عالياً، فهذا زوج يتوقع الكثير من زوجته، وتلك زوجة تنتظر الكثير من زوجها، وذلك معلم يتوقع حباً جماً من طلابه، وهؤلاء طلاب يتوقعون معاملة خاصة جداً وتقديراً كبيراً من معلمهم، وذاك صديق يترقب هدية دائمة مع كل رحلة يقوم بها صديقه، واولئك موظفون يتوقعون شكراً دائماً من مديرهم، في قائمة طويلة لا تنتهي، قد يقول قائل: ولكن هذا التفاؤل مطلوب وينبغي أن نعيش في ظلاله!؟

 هذا خلط للأمور، فالتفاؤل يبعث على العمل ويرغّب بالنتيجة مع عدم الذهول أو القنوط إن كانت مخالفة لما أردناه؛ أما التوقع فهو دائماً باتجاه واحد: أن نعامل معاملة حسنة، أن تقدر جهودنا، أن نشكر على سعينا، أن نثاب على عملنا، لينتهي بنا المطاف للعيش في ظل توقعاتنا، فتُصدع رؤوسنا، وتكثر هواجسنا، وتزداد صدماتنا، لأن الذين يرفعون سقف توقعاتهم غالباً ما يرتطمون بهذا السقف ويؤذون أنفسهم قبل رؤوسهم.افعل ما تجيد فعله، كافئ نفسك على ما تفعله، ظن بالناس الخير، ولا تتوقع شيئاً منهم، فإن هم تعاملوا ببرود - وغالباً هم هكذا - مع ما قدمت فلن تصدم، وإن هم شكروك على ما فعلت فتلك مفاجئة سارة، تمتع بها وأشكر ربك ونفسك عليها!

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن