30 Oct
30Oct



فارس الطالب  

لا يوجد موقف عربي واحد مشترك ومتماسك يخرج به ألعرب على العالم . يعبرون به عن ردهم على ما تمارسه إسرائيل من إبادة جماعية َوتطهير عرقي وتهجير قسري ومن تدمير وحصار وتجويع وأغلاق معابر ومن قطع تام لكل شرايين الحياة في هذه المدينة ألتي يجري التمهيد لأجتياحها بجيش الأحتلاال هو الأكثر دموية وبربرية في العالم ..

 فرد الفعل العربي ما يزال دون مستوى هذه الكارثة الفظيعة التي حلت بغزة َوأهلها . ولا يشكل منعطفا مهما في مسار تطور  هذه الحرب العنصرية التي تكاد تكون الأعنف والأسوأ في فترة ما بعد أنتهاء الحرب الباردة .. 


من المؤسف انه وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على حرب إسرائيل الوحشية على غزة ولا يوجد موقف عربي واحد مشترك ومتماسك . . 


ولأن الجانب الأشنع والأفظع فيها على حد تصوري ربما لم يبدأ بعد . فقد تكون البداية في غزة ونهايتها في الضفة الغربية والقدس الشرقية والمسجد الاقصى نفسه والذي فجرت حماس طوفانها لأنقاذه ..

 ولنصبح وقتها أمام واقع فلسطيني مختلف تماما عن هذا الذي نراه الآن .  واقع لا يتوالم معه أي حل للقضية الفلسطينية واردا على الأطلاق ..

 وهذا ما اعتقد أنه هدف إسرائيل من كل ما يجري في غزة الأن . 

ومن هنا يصبح الصمت العربي أزاء هذه المؤامرة الخطيرة  التي تتحدث عن نفسها مدهشا إلى حد يثير الذهول . .


ف بأستثناء مصر ألتي بادرت فور أنفجار الأوضاع الأمنية في غزة وتصاعد الهجوم الإسرائيلي عليها بالدعوة الى عقد قمة القاهرة الدولية للسلام وهو ما تم على وجه السرعة حتى وأن لم يحالفها النجاح الذي كانت مصر تتمناه لها . وهي القمة التي كان هدفها منها هو الحشد السريع لجبهة دولية عريضة تدعم الوقف الفوري لهذه الحرب والأنطلاق منه إلى البحث عن حل دبلوماسي تفاوضي لهذا النزاع الأقليمي الخطير وحتى لا يتحول إلى حربا أقليمية واسعة قد تجر المنطقة كلها وراءها إلى مصير مجهول . .


وأتبعت ذلك بإعلانها عن رفضها القاطع لمحاولات إسرائيل تفريغ غزة وأخلائها  من سكانها وتهجيرهم قسرا إلى سيناء ليتوطنوا فيها . لما كان يمكن أن يشكله ذلك التهجير الجماعي القسري بالملايين من تهديد لأمنها القومي . ولأنه كان سينسف السلام القائم بينها وبين إسرائيل ويدفع بالمواجهة بينهما إلى حافة الصدام المسلح من جديد ..

 وقرنت تلك الإعلانات الرافضة بحزم للمخطط الإسرائيلي . بسماحها لقوافل الشاحنات المحملة بالمساعدات الأغاثية والأنسانية بالدخول من معبر رفح من الجانب المصري  إلى غزة . مع تكريس مطار العريش الجوي لأستقبال المساعدات الأنسانية الخارجية لغزة . .


وفي الأمم المتحدة وأمام الجمعية العامة طالب مندوبها الدائم المنظمة العالمية بتوفير الحماية الدولية العاجلة للفلسطينيين في أراضيهم المحتلة ضد سياسات القمع الدموي الإسرائيلية . وبسرعة تنفيذ حل الدولتين كحل نهائي لهذا النزاع . .

 هذا إلى جانب سلسلة الأتصالات والمشاورات الدبلوماسية الثنائية المستمرة بينها وبين العديد من رؤساء دول وحكومات ووزراء الخارجية في العالم . وهي مشاورات تكاد لا تتوقف لحظة . وهو  أقصى ما تستطيع مصر عليه فعله 

في ظروفها الإقتصادية الصعبة والتي لم تعد تتحمل المزيد من الضغوط والأعباء.


وفيما عدا ذلك . .  فقد تراوحت المواقف العربية بين تصريحات الشجب والأستنكار للأنتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي الأنساني في غزة .

وبين المطالبة بالتهدئة ووقف أطلاق النار ومنع التصعيد .. 

وهي مواقف تفتقر إلى الطابع الجماعي ويغلب عليها الطابع الفردي . مما يجعلها مجرد تكرار لبعضها وهو ما يفقدها أهميتها ولا يثير أهتماما دوليا يذكر بها . 


ولعل الأمر الصادم أكثر هنا هو سياسة التحفظ الأقرب إلى الصمت وتعمد الأبتعاد عن المشهد من قبل بعض الدول الخليجية التي لها علاقات وثيقة للغاية بل وشراكات إستراتيجية متميزة مع ( إسرائيل ) والتي لم تتحرك بأي دور مؤثر لوقف المذابح المروعة التي تقترفها إسرائيل في غزة وكانها بردود فعلها السلبية تلتمس العذر لإسرائيل في ما تفعله .


واما عن دولة ( المغرب ) ألتي تجمعها بإسرائيل شراكة خاصة ومتميزة فقد أنزوت وتوارت وأبتعدت وصمتت وغابت من المشهد تماما ولم تتحرك بأي موقف كان يمكن أن يحسب لها . . 


وأزاء هذا ألتخاذل ألعربي العام . كان من الطبيعي ألا يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ ( غزة ) أو لوقف الحرب الوحشية الدائرة فيها  وتركها لإسرائيل تفعل فيها ما تشاء معتبرا أن ما تفعله يدخل ضمن حقها في الدفاع عن أمنها ضد إرهاب داعش .


وبالنتيجة . . فأن ألة الحرب الإسرائيلية سوف تستمر لتحصد أرواح الفلسطينيين وتبيدهم بهذه الصورة أللا أنسانية المستفزة  في ظل عجز عربي تجاوز كل الحدود . . الله المستعان . .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن