05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
20 Mar
20Mar


"حسين العادلي"
• قُل أيّها التّاريخ: "فُزتُ ورَبِّ الكَعبة".. هل سمعتَ لها مثيلا؟"فُزتُ ورَبِّ الكَعبة".. هل وجدتَ لها نظيراً وشبيها؟"فُزتُ ورَبِّ الكَعبة".. هى عرفتَ لها نِداً وكُفُؤاً وعَديلا؟
قُل أيها التّاريخ وأنصِف: مَن وظّفَ العُمر ليأسِرك؟ ومَن تحرّر من الزّمن ليملكك؟ ومَن رأى في الدنيا ممرّاً لمَقر، وجدولاً لِبحر، ليتحِد بأفق الأبد؟.. قُل.. وعفواً أيها التّاريخ: مَن فازَ بالخلود رغماً عنك، وهو الذي حاربته الأزمنة قروناً إسماً ورسماً ومعنى، فخرج من الطمس أقوى، ومن الطَمر أبهى!!*ذا، وذاك، وذلك.. عليا.*
• قُل أيّها الموت:أليسَ من المُدهش أن يقول المرء بين يديكَ؛ "فزت"، والجميع يراكَ يا موت خُسرانا؟! ألستَ يا موتُ المُخيف، فكيف قهركَ؟! ألستَ يا موتُ المُفزِع، فكيف أرغمك؟! ألستَ يا موتُ المُروّع، فكيف طوّعَك؟! ثم يا موتُ، ألستَ النهاية، فكيف جعل منك البداية؟!
وعذراً يا موتُ، أنتَ لستَ أكثر من قاطِع لطامِع، ومُهاب لمرتعد،.. وأنت أنت النهاية للعاجِز الراغِب، لكنك البداية للقادر الزاهِد.. ويا موتُ، ها وقد فعلتَ فعلتك، لكن ب"فُزتُ ورَبِّ الكَعبة"، لقيتَ حتفك!!
• قولي أيّتها الدُّنيا:كيف غلبكِ المقتول ب" فُزت" وأنتِ البهيّة الشهيّة التي بفوتها الموت؟! يا معبودة بني البشر، أقهركِ مَن طلّقكِ ثلاثاً لا رجعةَ فيها؟ وكان فيكِ ممّن لم يدّخر من غنائمكِ وفرا، ولم يعدّ لبالي ثوبه طمرا، ولم يحز من أرضكِ شبرا؟
أيتها المُغرية حدّ الثمالة، هل عرفتِ معنى "فُزت" ممّن اكتفى من الثياب بطمريه ومن الطعام بقرصيه، وممّن رقَّع مدرعَته حتى استحيا مِن راقِعها؟ وهو القادر أن يعتصركِ لذةً ومتعة؟!
أيتها الدنيا التي فازَ بكِ منك،.. إسمعي: لقد نجا منكِ ب"فُزت" الزاهد بك، والمطوّع لك، والمتحكم فيك، والحاكِم لكِ لا المحكوم. *وذا، وذاك، وذلك.. عليا.*فأنتِ يا دنيا، عالية بالشريف، كريمة بالعفيف،.. وأنتِ دون الشّرف والعفّة، مَعَرَّة وسُبَّة.
• يا أيّها الحاضِر:الموجوع بالظلم ومتخم بالتّرف والضّاج بالادّعاء.. أيها الحاضِر العارف للحق والمتنكر لاستحقاقه!!ما لكَ وعليا؟.. وما زلت تقتله حقداً أو جهلاً أو ادّعاءً!!.. ما لكَ ومرآة الله التي تسقط بين يدَيها الأقنعة!!.. فرّ إكراماً لنفسكَ من الفضيحة!!
أيّها الحاضِر،.. أتريد علياً بصدقٍ ودونما نفاق؟.. تجده هنا وهناك، حيث وجه الله، وحيث قلوب الفقراء، وحيث منازل كلّ حقّ وتجارب كلّ عدل وساحات كلّ تّفان،.. فأقبِل إن كنتَ صادقاً، وإلاّ دع النّفاق.
•عليّ الذي فازَ من الدنيا بالتاريخ، وفاز من التّاريخ بالذِّكر، وفازَ من الذِّكر بالمجد، وفازَ من المجد بالخلود،.. أُسوة وقدوة، لا يستحقّه إلاّ مَن أخلص لله وجهه وللنّاس قلبه.
و﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن